- المعارضة تتهم النظام بالزجّ بالشباب النازحين في معسكرات اعتقال جماعية
بين مساع دولية خجولة لوقف «المجزرة»، وجهود حثيثة من النظام وداعميه وعلى رأسهم الروس للسيطرة على كامل الأحياء الشرقية لحلب قبل نهاية العام، يصارع آلاف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل، للبقاء على قيد الحياة في ظروف جوية شديدة البرودة وتحت وابل من القصف والغارات.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيرى أنه سيواصل العمل على إنهاء ما وصفه بـ «المجزرة» في سورية.
وفي تصريحات خلال مؤتمر المجموعة النسائية للسياسة الخارجية في واشنطن، وصف كيري الوضع في سورية بأنه أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، منددا بقصف المستشفيات ومنع وصول الغذاء للجائعين.
وقال كيرى إن الأزمة أكثر معضلة شائكة واجهها في حياته السياسية الممتدة على أكثر من 30 عاما، معربا عن أمله في التوصل إلى إيجاد حل سياسي.
وذكرت مصادر إعلامية أميركية كيري مازال يحاول التوصل إلى اتفاق مع روسيا من أجل إنهاء أزمة حلب، بغية استكمال الصفقة قبل انتهاء صلاحيات الإدارة الحالية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها مستعدة لمرافقة وكالات الإغاثة إلى داخل الأجزاء التي سيطرت عليها قوات النظام في شرق حلب في الفترة الأخيرة لكنها أشارت إلى عدم تلقيها أي طلب من الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى حتى الآن.
إلى ذلك، قتل اكثر من 45 مدنيا من الفارين من احياء حلب الشرقية التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، بقصف مدفعي استهدفهم في حي «جب القبة» في الأحياء المحاصرة، بحسب ما أورد الدفاع المدني السوري.
ونقلت «الاناضول عن المسؤول في الدفاع المدني إبراهيم أبو ليث، أن القصف «استهدف نازحين في حي جب القبة الخاضع لسيطرة المعارضة شرقي حلب، وأسفر عن مقتل 45 مدنيا معظمهم أطفال ونساء».
وأشار أبو ليث إلى أن «النازحين المستهدفين فروا من العمليات العسكرية للنظام في المدينة»، لافتا إلى «ارتفاع عدد القتلى المدنيين في المدينة منذ بدء الحملة الأخيرة عليها» في 15 نوفمبر الماضي إلى 739.
وكان هؤلاء القتلى من بين نحو 50 ألف شخص فروا من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في شرق حلب المحاصر أو المناطق التي تشهد اشتباكات في الاحياء الشرقية، وسط توقعات بارتفاع هذه الأعداد تزامنا مع مواصلة قوات النظام هجومها العنيف على ما تبقى منها.
ومخافة من ذلك، دعا رئيس المجلس المحلي لاحياء حلب الشرقية بريتا الحاج حسن الى تأمين «ممر آمن» للسماح لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين والمعرضين للقصف الذي تنفذه القوات الحكومية السورية بمغادرة المدينة.
وقال الحاج حسن اثر لقاء في باريس مع وزير الخارجية جان مارك ايرولت «دعوا المدنيين يخرجون، احموا المدنيين، امنوا ممرا آمنا لكي يتمكنوا من المغادرة».
وأضاف الحاج حسن «هناك 250 ألف مدني مهددون بالموت في الاحياء التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، تجري عمليات اعدام تعسفية وتصفية حسابات، كل الرجال ممن هم تحت سن 40 عاما تم توقيفهم.
النظام يمارس سياسة الأرض المحروقة لذبح حلب ومن ثم احتلالها».
من جهته، قال ايرولت الذي كان دعا لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن المدنيين أمس، إن دول المجلس ينبغي عليها الاتفاق على إجراءات ملموسة لإنقاذ المدنيين.
بدورها، نقلت شبكة «شام» عن ناشطين في مركز حلب الإعلامي أن قوات النظام أقامت معسكرين لزج الشباب الذين تقوم باعتقالهم من النازحين من الأحياء التي سيطرت عليها قبل أيام.
وحسب المركز فإن النظام افتتح المعسكر الأول في مدرسة بحي الصاخور، ومعسكر ثان في منطقة نقارين بالقرب من مطار النيرب العسكري، حيث يقوم باعتقال الشباب الفارين ممن تتراوح اعمارهم بين سن الثامنة عشرة والأربعين عاما.
وأكد الناشطون اعتقال أكثر من 1000 شاب تم احتجاز أوراقهم الثبوتية التي بحوزتهم، دون معرفة مصير هؤلاء المعتقلين، أو الهدف من اعتقالهم، في حين ذهبت مصادر الى ان النظام يعتزم زج هؤلاء في الخدمة الالزامية.
ميدانيا، سيطر النظام والمسلحون الموالون له أمس على حي الشيخ سعيد في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة حلب.
وذكرت مصادر عسكرية سورية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن «القوات الحكومية مدعومة بفرق الدفاع الشعبي تمكنت بعد اشتباكات عنيفة من دحر المسلحين من حي الشيخ سعيد جنوب شرق مدينة حلب والسيطرة عليه بشكل كامل».
وبذلك تكون قد استعادت نحو 40% من المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة.
لكن مسؤولا في جماعة الجبهة الشامية المعارضة في حلب قال إنه جرى تكثيف الضربات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلا أن قوات النظام لم تحرز أي تقدم جديد بعد.
من جهتها، اتهمت وكالة الانباء الرسمية «سانا» قوات المعارضة بإطلاق صواريخ على مناطق حلب الغربية الخاضعة لسيطرة النظام وهو ما ادى الى مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان.
كما قصفت قوات المعارضة بصواريخ غراد مطار حماة العسكري ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف القوات الحكومية.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية لوكالة الأنباء الالمانية (د. ب. أ) إن 13 صاروخ غراد سقطت أمس على المطار العسكري في مدينة حماة أطلقت من مدينة اللطامنة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة شمال المدينة بحوالي 40 كم.