- فصائل المعارضة تستعيد 70% من محور الشيخ سعيد
في تطور يكشف إمكانية تهميش الولايات المتحدة في بعض النزاعات الأكثر محورية في الشرق الأوسط، كشفت وسائل إعلام غربية ان المعارضة السورية تجري محادثات سرية مع روسيا في أنقرة لإنهاء القتال في حلب.
ونقل تقرير لصحيفة «فايننشال تايم» عن بعض الشخصيات في المعارضة السورية قولها إن تركيا تقوم بدور الوسيط في المحادثات الجارية مع موسكو.
وقالت إحدى الشخصيات، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، إن «الروس والأتراك يتباحثون الآن دون الولايات المتحدة، وواشنطن خارج المحادثات تماما ولا تعرف حتى ما يجري في أنقرة».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتباحث فيها الروس مع ممثلين للمعارضة، ومع ذلك قالت بعض المصادر المطلعة على المحادثات إنها المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من فصائل المعارضة.
وأضافت أنه على الرغم من التقدم القليل الذي حققته المحادثات، إلا أنها تؤكد التغيرات السياسية في الشرق الأوسط، إذ تبدو الجهات الإقليمية الفاعلة أكثر استعدادا الآن لتجاوز واشنطن بحثا عن اتفاقيات مع روسيا التي تحرص على تطوير صورة قوة صاعدة يمكن أن تساعد في وساطة مثل هذه الاتفاقات.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى أمس الاول نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في مدينة ألانيا على البحر المتوسط وقال إن روسيا مستعدة للعمل مع جميع الأطراف في سورية، وعندما سئل عن المحادثات مع المعارضة قال «لم نتجنب قط الاتصالات مع أي فصائل معارضة سياسية أو قادة ميدانيين».
وأضاف أن المسؤولين الأتراك غالبا ما يمدونهم بالمعلومات عن المعارضة. ومن قلب المحادثات، وجه مسؤول كبير بالمعارضة السورية الاتهام لروسيا امس بالمماطلة وعدم الجدية في مؤشر على أن الاجتماعات المنعقدة في تركيا قد لا تحقق أي تقدم.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لسرية الاجتماعات: إن مقاتلي المعارضة انضموا للمحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل نحو أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن شرق حلب، مؤكدا «هناك مماطلة شديدة من الروس»، مضيفا «نحن أمام مأساة حقيقية إذا الأمور استمرت على الوتيرة نفسها».
أمنيا، تمكنت الفصائل المقاتلة امس الاول من صد هجوم القوات النظامية في حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب الاحياء الشرقية وخاضوا معها معارك ضارية، حسبما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأمطرت القوات النظامية المدعومة من ايران وروسيا الاحياء الشرقية بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ منذ اكثر من اسبوعين، ما ادى الى تدمير كبير في هذه الاحياء ونزوح اكثر من 50 الف شخص وسط استنكار غربي وتجاهل لدعوة الامم المتحدة لارساء هدنة.
وذكر المرصد ان قوات المعارضة واصلت الدفاع في محور الشيخ سعيد ضد هجوم قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتمكنت من استعادة 70% من الحي بعد ان كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70%.
قذائف على حلب الغربية
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «يريد النظام وحلفاؤه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد بأي ثمن استعادة الحي»، مشيرا الى «ان استعادته تهدد مباشرة سائر الاحياء الشرقية الاخرى».
واضاف ان خسارة الحي «ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين وخصوصا بعد خسارتهم» جزءا واسعا من الاحياء الشرقية للمدينة خلال الايام الاخيرة.
وقال ان هؤلاء «يقاومون بشراسة لانهم يعلمون انهم سيقعون بين فكي كماشة اذا سقط الشيخ سعيد».
مقبرة ضخمة
وعبر مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين عن «القلق البالغ» على نحو 250 الف مدني عالقين في شرق حلب. وقال «هؤلاء الاشخاص محاصرون منذ 150 يوما ولا يملكون وسائل البقاء لفترة اطول»، محذرا من ان يتحول القسم الشرقي من مدينة حلب «الى مقبرة ضخمة».
وامام المأزق الذي وصلت اليه المحادثات للتوصل الى حل سياسي للازمة في سورية، وقعت اكثر من 200 منظمة غير حكومية تعمل في المجال الانساني والدفاع عن حقوق الانسان على نداء يطالب بأن تتسلم الجمعية العامة للامم المتحدة الملف السوري بسبب عجز مجلس الامن عن اتخاذ اي خطوة بشأن هذا الملف.