- دمشق تتهم إسرائيل بقصف مطار المزة بصواريخ أرض أرض
وسعت قوات النظام السوري رقعة تواجدها في شرق حلب، وضمت كامل حلب القديمة الى الأراضي التي سيطرت عليها من نحو ثلاثة أسابيع، في وقت اقترحت المعارضة هدنة من 5 أيام للسماح بإخراج المدنيين والجرحى.
وقالت مصادر إعلامية وميدانية في المعارضة والنظام إن قوات الأخير سيطرت على أحياء حلب القديمة بعد انسحاب الفصائل المعارضة منها، ما يحصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبيا في ما تبقى لهم من الاحياء الجنوبية الشرقية. وتجاوز عدد النازحين من الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة ثمانين ألفا منذ بدء الهجوم عليها في منتصف نوفمبر.
وقال المرصد السوري ان النظام وحلفاءه الروس والميليشيات الطائفية «تقوم بعمليات تمشيط في أحياء حلب القديمة الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية»، مشيرا الى انسحاب المقاتلين من هذه الاحياء بعد سيطرة قوات النظام ليلا على حيي باب الحديد واقيول الواقعين شمال شرق قلعة حلب.
وقال ان «العديد من العائلات اضطرت الى ترك جثث أبنائها تحت الانقاض وتهرب من شدة القصف». وانسحب مقاتلو الفصائل وفق شبكة «شام» الإخبارية تحت وابل من القصف المدفعي العنيف والغارات الجوية الروسية والسورية المكثفة، من حلب القديمة ومنها الجامع الأموي، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على أحياء الشعار والمواصلات والشيخ لطفي وتراب الغربا والبياضة وكرم الجبل وباب الحديد وأقيول وأجزاء واسعة من حيي سيف الدولة والمرجة كما تمكنت من السيطرة على ضهرة عواد وجورة عواد.
وقالت ان الأحياء التي بقيت «تحت سيطرة الثوار هي السكري، المشهد، بستان القصر، الصالحين، الفردوس، الكلاسة، المعادي، باب المقام، الأنصاري، الزبدية، الجلوم، تل الزرازير، الأصيلة، الشيخ سعيد، باب أنطاكيا».
وأفادت «فرانس برس» عن قصف عنيف يستهدف المنطقة. وباتت قوات النظام تسيطر على أكثر من 75% من مساحة الاحياء الشرقية.
وفي القسم الغربي من حلب، قالت فرانس برس ان عشرات العائلات وصلت ليلا بعد نزوحها من أحياء حلب القديمة.
وقالت ام عبدو (30 عاما) بعد خروجها مع زوجها وأولادها الخمسة ووالدتها واخوتها من حي باب الحديد لفرانس برس «لم ننم وكان الوضع صعبا جدا.. كنا نعيش على أعصابنا منذ أربعة أيام».
وقال عبدالفتاح اكريم (53 عاما) بعد خروجه من حي أغيور مع زوجته وابنته وابنه «خرج المسلحون من اغيور عند العصر، وطلب منا الجيش الخروج لتمشيط الحي من الالغام».
بموازاة ذلك، دعا مقاتلو المعارضة في ما بقي من شرق حلب المحاصر إلى «إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام» وإجراء مفاوضات بشأن مستقبل المدينة وإجلاء «الحالات الطبية الحرجة والمدنيين» وذلك ضمن خطة إنسانية نشرتها أمس. وقال مسؤول بالمعارضة مقيم في تركيا لرويترز إن الخطة أرسلت إلى الأطراف الدولية التي لم ترد بعد. ودعت وثيقة «المبادرة الإنسانية» التي صدرت باسم مجلس قيادة حلب كل الأطراف المعنية لمناقشة مستقبل المدينة بمجرد أن تخف وطأة الوضع الإنساني في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. وطالبت الوثيقة التي تحمل اسم «مبادرة إنسانية من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة» بإجلاء «الحالات الطبية الحرجة.. ويقدر عددها 500 حالة تحت رعاية الأمم المتحدة وبالضمانات الأمنية اللازمة.
كما طالبت بإجلاء كل المدنيين الراغبين في مغادرة شرق حلب «إلى منطقة ريف حلب الشمالي حيث إن محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة».
في غضون ذلك، اتهم دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين إن جميع المسلحين الباقين الذي رفضوا الخروج من احياء حلب الشرقية بتوحيد صفوفهم حول محور واحد وهو تنظيم «جبهة النصرة».
وقال بيسكوف في تصريحات له أمس نقلتها قناة (روسيا اليوم) الاخبارية - إن «الجيش السوري يطهر كل يوم أحياء حلب من الإرهابيين» وهو الوصف الذي يطلقه النظام وموسكو على جميع مقاتلي المعارضة.
من جهة أخرى، استهدفت صواريخ ارض- ارض إسرائيلية فجر أمس محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية.
وقال المصدر العسكري لسانا «أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق عدة صواريخ أرض- أرض من داخل الأراضي المحتلة غرب تل أبو الندى، سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق، ما أدى الى نشوب حريق في المكان دون وقوع إصابات». وتداول ناشطون صورا لحرائق كبيرة قالوا إنها اندلعت في المطار الذي يعد شريان قوات النظام في دمشق.