- «العفو الدولية» تتهم المجتمع الدولي بالفشل في مواجهة جرائم الحرب
فشلت محاولات أميركا مع روسيا امس للتوصل الى وقف لإطلاق النار في حلب بعد عقد اجتماعين لوزيري خارجيتهما جون كيري وسيرغي لافروف في هامبورغ أمس، فيما تواصل قوات النظام السوري معاركها في شرق المدينة المحاصر لانتزاع ما تبقى من احيائها بيد المعارضة التي تعاهد مقاتلوها بالمواجهة حتى آخر واحد منهم.
وأعلن مسؤول اميركي ان وزيري الخارجية لم يحققا أي تقدم الخميس في محادثاتهما حول التوصل إلى هدنة في حلب بعد عقد اجتماعين غير رسميين مقتضبين في هامبورغ على هامش لقاء دولي.
وقال مسؤول اميركي قبل مغادرة كيري هامبورغ، حيث تعقد الجمعية السنوية للأعضاء الـ 57 في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، «لم يحصل تقدم حول مسألة حلب». لكن كيري قال للصحافة الروسية ان الجهود ستتواصل رغم ذلك.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، أنها تدعم أي جهد يؤدي إلى وقف مستدام للأعمال العدائية في حلب، وذلك تعليقا على البيان المشترك الذي أصدرته فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وأمريكا، للمطالبة بوقف فوري للنار في حلب.
أما منظمة العفو الدولية فقد اتهمت المجتمع الدولي بالفشل في تقديم المسؤولين عن الفظائع التي ترتكب في الحرب في سورية للعدالة.
وشدد الأمين العام للمنظمة في ألمانيا، ماركوس بيكو، في برلين على ضرورة ملاحقة هؤلاء قانونيا وقال إن القانون الدولي ينتهك في سورية وإن المجتمع الدولي فشل في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.
في غضون ذلك، قال رئيس المجلس المحلي في حلب أمس إن أكثر من 800 شخص قتلوا وأصيب ما بين ثلاثة آلاف و3500 في شرق حلب المحاصر في الأيام الستة والعشرين الماضية، محذرا من أن باقي المدنيين المحاصرين حكما فعليا بالإعدام.
وقال بريتا حاجي حسن خلال زيارة لجنيف قبل أن يجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان ديمستورا «اليوم 150 ألف شخص مهددون بالإبادة. ندعو لوقف القصف وتوفير ضمانات بالمرور الآمن للجميع».
ميدانيا، تجدد القصف على الأحياء المتبقية بيد المعارضة السورية المسلحة شرقي مدينة حلب، وتدهورت أوضاع عشرات آلاف المدنيين المحصورين في مساحة ضيقة، بينما تعهد مقاتلون من الفصائل بالدفاع عن مناطقهم حتى النهاية.
وتعرضت أحياء المشهد وصلاح الدين والأنصاري والمشهد وبستان القصر والكلاسة والزبدية امس لقصف صاروخي ومدفعي مكثف من قوات النظام السوري التي تحاول والميليشيات المتحالفة معها اجتياح ما تبقى من شرقي حلب، وقال ناشطون: إن اشتباكات دارت اليوم في أطراف أحياء الزبدية وجب الحلبي وبستان القصر، وسط قصف متبادل.
وخسرت فصائل المعارضة حوالي 80% من معاقلها شرقي المدينة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بيد أن عددا من مقاتليها أكدوا في تسجيلات مصورة أثناء خوضهم اشتباكات شرقي حلب وغربيها أنهم سيستمرون في معركتهم حتى استعادة مدينتهم.
ونقلت الجزيرة تقارير نقلا عن مصادر طبية والدفاع المدني أن عشرات الجثث لأشخاص قتلوا جراء القصف والاشتباكات لا تزال ملقاة في الشوارع بسبب انقطاع المواصلات في المدينة وعجز فرق الدفاع المدني عن تغطية كل أماكن الضربات، وتعطل معظم سيارات الإسعاف.
على جبهة أخرى، قتل 26 عنصرا من قوات النظام في هجوم شنه مقاتلو تنظيم داعش على مواقعها في محافظة حمص وسط البلاد، بحسب ما ذكر المرصد.
وأضاف انه على جبهة أخرى قتل 22 مدنيا في غارات في مناطق مختلفة خاضعة لسيطرة التنظيم في شمال سورية.
وقال المرصد ان عددا من قوات النظام أصيبوا كذلك «خلال هجمات عنيفة ومتزامنة نفذها عناصر داعش في محيط حقول جزل والمهر وشاعر النفطية، ومحيط منطقة حويسيس بالبادية الشرقية لحمص».
وأضاف انه خلال الهجوم تمكن عناصر التنظيم من «انتزاع السيطرة على عدد من الحواجز والمواقع والنقاط والتلال، مجبرا قوات النظام على التراجع والانسحاب من نقاط تمركزها».
من جهة أخرى، قال المرصد: ان 11 مدنيا قتلوا في ضربة يعتقد ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شنها على قرية المشيرفة في محافظة الرقة ليل أمس الأول. كما قتل ثلاثة آخرون في غارة للتحالف على قرية العبارة في الرقة، بحسب المرصد.