- لافروف: الضربات ستتواصل مادامت هناك «عصابات» باقية في حلب
أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية امس ان الجيش السوري استعاد 52 حيا من أحياء حلب الشرقية، وأصبح يسيطر على 93% من مساحة المدينة.
وقال الفريق سيرغي رودسكوي رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان - في تصريحات أوردتها قناة (روسيا اليوم) الإخبارية - إن المساحات الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بحلب تقلصت بمقدار الثلث خلال الـ 4 أيام الماضية.
وأشار إلى أن تلك النجاحات حققتها مجموعة القوات البرية التابعة للجيش السوري، حيث ان حظر طلعات الطيران الحربي الروسي والسوري فوق حلب لا يزال ساري المفعول منذ 18 أكتوبر الماضي.
من جانبه، وبعد اعلانه امس الأول وقف غارات الجيش السوري على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، عاد أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليؤكد ان عمليات القصف السورية ستتواصل طالما بقي مسلحون داخلها.
وصرح لافروف للصحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في هامبورغ، «بعد الهدنة الإنسانية، استؤنفت الضربات وستستمر طالما بقيت عصابات في شرق حلب»، مضيفا ان «العالم يتفهم ذلك، ويتفهمه شركاؤنا الاميركيون».
وأكد لافروف «لم اقل (الخميس) ان العمليات العسكرية قد توقفت بالكامل».
وتابع «قلت انها توقفت فترة حتى يتمكن المدنيون الراغبون في ذلك من المغادرة».
وقامت قوات النظام السوري بقصف مدفعي عنيف امس لآخر الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
وردا على سؤال عن فرص نجاح المحادثات الروسية ـ الأميركية حول حلب اليوم في جنيف، أراد لافروف ان يعبر عن تفاؤل نسبي، لكنه اتهم في الآن نفسه واشنطن بتغيير موقفها بصورة مستمرة.
وقال لافروف «اذا لم يغير الخبراء الأميركيون موقفهم مجددا.. تتوافر عندئذ فرصة لاتفاق على تسوية نهائية للوضع في شرق حلب من خلال مغادرة جميع المقاتلين من دون استثناء».
وأضاف ان «كثيرا من الأمور غير مفهومة حول طريقة الولايات المتحدة خلال إجراء مفاوضات تتعلق بسورية معنا».
وتقول موسكو ان الولايات المتحدة تراجعت على ما يبدو عن اقتراحها الذي قدمته في الثاني من ديسمبر لإنهاء المعارك في حلب.
وكان الاقتراح ينص على مغادرة جميع المقاتلين وإقامة ممرات انسانية مدنية، وردت واشنطن هذه الاتهامات.
واتهم لافروف من جهة أخرى الأميركيين بتعقيد المحادثات مع موسكو من خلال استئناف تسليم الفصائل السورية اسلحة.
وقال «سيؤثر على مفاوضاتنا.
هذا شيء آخر مستغرب مع الموقف الأميركي حيال سورية وحلب، عندما تفعل اليد اليسرى شيئا بناء، تفتح اليد اليمنى قنوات تسليم الأسلحة الى المقاتلين».
وأكد لافروف «لا يمكن ان يؤثر ذلك على الوضع في شرق حلب لأن العصابات محاصرة ومن غير المحتمل ان تحصل على تعزيزات».
لكن هذه الأسلحة المخصصة في أماكن اخرى «للمقاتلين المعتدلين المزعومين، غالبا ما تنتهي في ايدي الإرهابيين»، حسب قوله.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السورية امس استعدادها لاستئناف الحوار مع جماعات المعارضة وذلك دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله تعليقا على تصريحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان ديمستورا «إن الجمهورية العربية السورية تعلن عن استعدادها لاستئناف الحوار السوري السوري دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة».
وأشار المصدر إلى أن ديمستورا لم يحدد موعدا لاستئناف هذا الحوار منذ توقفه في مايو الماضي.
الى ذلك، قتل 15 عنصرا من قوات النظام امس في كمين نصبه مقاتلو تنظيم داعش قرب حقل نفطي في وسط سورية، لترتفع بذلك حصيلة القتلى الى 49 على الاقل خلال 24 ساعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «بمقتل 15 عنصرا على الأقل من قوات النظام جراء كمين نصبه مقاتلون من تنظيم داعش في محيط حقل المهر النفطي في ريف تدمر» في محافظة حمص.
وأضاف «وبذلك يرتفع عدد قتلى قوات النظام منذ الخميس الى 49 عنصرا على الأقل».
وشن تنظيم داعش الخميس سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة على حقول للنفط والغاز في ريف حمص الشرقي، ما تسبب في مقتل 34 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.وتمكن التنظيم اثر ذلك من التقدم والسيطرة على حواجز لقوات النظام وتلال ومواقع عدة بينها قرية جزل شمال غرب تدمر.وتبعد أقرب نقطة يتواجد فيها المسلحون حاليا وفق المرصد، اربعة كيلومترات عن مدينة تدمر الاثرية.
واستعادت قوات النظام السيطرة على مدينة تدمر في مارس بدعم من الغارات الروسية بعد طرد «داعش» الذين كانوا قد استولوا عليها في مايو 2015.
واستقدمت قوات النظام امس وفق المرصد، تعزيزات عسكرية الى المنطقة، في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها في الساعات الأخيرة.
كما شنت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام غارات على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في الريف الشرقي.
«الشيوخ» الأميركي يقرّ تسليح المعارضة السورية.. وموسكو تحذّر
دبي - قناة العربية: أقر مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة، مسودة قانون «تفويض الدفاع الوطني»، التي تتضمن موازنة «الپنتاغون» للعام 2017.
التشريع تضمن تفويضا للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستطيع بموجبه تزويد المعارضة السورية التي يتم التحقق من خلفياتها بحسب النص بمضادات للطائرات تحمل على الكتف من طراز «مانباد».
التشريع يشترط موافقة وزيري الخارجية والدفاع.
من جانبه، قال الكرملين، امس، إن قرارا أميركيا برفع بعض القيود على شحنات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية محفوف بالمخاطر لأن السلاح قد يقع في نهاية الأمر في أيدي «إرهابيين» على حد وصفه.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف: إن مثل هذا القرار إذا تمت الموافقة عليه سيمثل تهديدا للشرق الأوسط والقوات الروسية في سورية.
وفي سياق آخر، وتعليقا على الجهود الأميركية الروسية للتوصل إلى اتفاق لتسهيل الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من شرق حلب قال بيسكوف: إن الكرملين يحدوه الأمل في التوصل لاتفاق، لكنه ذكر أن المحادثات معقدة ولا تزال متعثرة بسبب قرارات واشنطن.