- النظام يرسل تعزيزات لتدمر وسقوط طائرة في «التيفور»
تصويت في الأمم المتحدة، اجتماع وزاري في باريس، واجتماع خبراء عسكريين روس واميركان في جنيف، وما زالت حلب تعاني القصف والغارات والدمار والتهجير، فيما طرأ متغير قديم - جديد في المشهد السوري مسرحه تدمر.
الغارات الجوية لم تتوقف امس على الأحياء التي لاتزال تحت سيطرة في حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف جوي وصاروخي استهدف أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر.
بدورها، قالت شبكة «شام»، ان «اشتباكات عنيفة بين الثوار في الأحياء المحاصرة بمدينة حلب وقوات النظام على عدة محاور، على إثر محاولة تقدم لقوات الأسد في المنطقة، وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف».
وقال ناشطون إن الاشتباكات تركزت على محاور الإذاعة وأيضا منطقة الصناعة القريبة من حي المرجة بمدينة حلب المحاصرة، وذلك بعد محاولة لقوات الأسد للتقدم في المنطقة، تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من تدمير دبابتين إحداهما نوع «تي 90» وقتل عدد من عناصر النظام والميليشيات الطائفية الداعمة له، قال ناشطون ان عددهم أكثر من 25 قتيلا.
وقالت الشبكة نقلا عن ناشطين، ان حي الكلاسة تعرض لقصف جوي من الطيران المروحي ليل أمس الأول ببرميل يحوي غاز الكلور السام، سبب العديد من حالات الاختناق. وبثت محطات التلفزة تسجيلات لحالات اختناق بينها لأطفال.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة «الخوذ البيضاء» ابراهيم ابو الليث عبر الهاتف لوكالة فرانس برس «القصف غير طبيعي».
وأشار الى ان «الشوارع امتلأت بالأشخاص العالقين تحت الأنقاض. انهم يموتون لأننا غير قادرين على انتشالهم».
سياسيا، رأى المبعوث الدولي إلى سورية ستافان ديمستورا أن معركة حلب تبدو محسومة لصالح القوات النظامية، وإنه لا طائل من استمرار القتال.
وأضاف دي ميستورا - في تصريحات من مقر الأمم المتحدة في نيويورك «ما هو ظاهر وواضح أن معركة شرق حلب حسمت عمليا وما علينا فعله هو محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الناس».
وكالعادة، لم يتوصل وزراء خارجية ما يعرف بـ «أصدقاء الشعب السوري» في باريس أمس، الى أي قرار حاسم لإنهاء المأساة في حلب.
واكتفى المشاركون بالمؤتمر الصحافي. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان «القصف العشوائي» الذي يقوم به النظام في حلب يرقى الى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعيا روسيا الى محاولة وقف ذلك.
وأضاف في ختام الاجتماع ان «القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين او في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب»، ودعا روسيا إلى إظهار «القليل من حسن النوايا» في اجتماعات المسؤولين الأميركيين والروس.
وقال «المقاتلون... لا يثقون في أنهم إذا وافقوا على الرحيل لمحاولة إنقاذ حلب فإن هذا سينقذ حلب ولن يمسهم بسوء وستكون لديهم حرية حركة حيث لن تتم مهاجمتهم فورا».
من جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أن المعارضة «على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة».
هذا، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت أمس الأول، بأغلبية 122 صوتا مقابل 13 لصالح قرار كندي يطالب بوقف فوري للأعمال القتالية في سورية والسماح بوصول المساعدات وإنهاء حصار جميع المناطق ومنها حلب.
على جبهة أخرى، عادت مدينة تدمر إلى صدارة المشهد بشكل مفاجئ بعد الهجوم المباغت الذي شنه تنظيم داعش على عدد من حواجز النظام في محيط تدمر. وقال ناشطون ان التنظيم بات يحاصر المدينة.
وبثت وكالة أعماق وهي الذراع الإعلامية لداعش تسجيلا مصورا لما قالت انه جنود النظام يفرون أمام هجوم عناصر التنظيم.
ودفع هذا الهجوم المباغت النظام إلى إرسال تعزيزات إلى تدمر بعد خوض قواته أشرس المعارك منذ أن فقد التنظيم سيطرته على المدينة التاريخية في وقت سابق هذا العام.
واعترف جيش النظام في بيان بأن التنظيم سيطر على مناطق إلى الشمال الغربي والجنوب الشرقي. ولم يحدد الجيش من أين أتت التعزيزات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوم داعش الذي بدأ في وقت متأخر من مساء الخميس أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين وإن مقاتليه سيطروا سريعا على صوامع الحبوب وبعض حقول النفط والغاز حول تدمر.
وقالت وكالة أعماق في بيان إن المقاتلين تقدموا صوب مطار تدمر على المشارف الشرقية للبلدة والذي كانت تستخدمه القوات الروسية لدعم الجيش السوري. وسقطت طائرة حربية سورية قرب مطار التيفور في ريف حمص الشرقي.
وقالت مصادر سورية خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن «طائرة حربية من طراز (ميغ 23) تحطمت قرب المطار العسكري.