أكد يان إيغلاند كبير مستشاري المبعوث الأممي الخاص لسورية أن الشتاء الحالي هو الأسوأ للمدنيين السوريين منذ بداية الحرب.
وأوضح إيغلاند في مؤتمر صحافي بجنيف أمس أن الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية غير قادرين على الوصول إلى مئات الآلاف من المدنيين المحتاجين للمساعدات في مناطق مختلفة من سورية.
وقال ان فترة وقف إطلاق النار الحالية وبرغم أنها أنقذت آلاف الأرواح إلا أنها وعلى صعيد إيصال المساعدات كانت محبطة، وكان شهرا ديسمبر الماضي ويناير الجاري هما الأسوأ على هذا الصعيد منذ إنشاء مجموعة العمل الدولية المختصة بالشأن الإنساني في سورية في فبراير من العام الماضي.
وتابع المسؤول الأممي قائلا «بالنسبة لشهر يناير الجاري حصلت الأمم المتحدة على موافقة السلطات السورية للوصول إلى نصف السكان الذين طلبت الوصول إليهم فقط».
وأضاف «على الرغم من الحصول على الموافقات للشهر الجاري، إلا أن عملية إيصال المساعدات مازالت تدور في ذات الحلقة الجهنمية بين موافقات السلطات ومحافظي المناطق والقوات الأمنية والجماعات المسلحة، حيث يبدو أنهم جميعا يقومون بكل ما يمكنهم من أجل منع الأمم المتحدة من الوصول إلى النساء والأطفال المحتاجين والجرحى».
وطالب المسؤول الأممي بتغيير هذا الأسلوب، معربا عن أمله في أن يتمكن الرعاة لاجتماع أستانا القادم من الضغط على الأطراف وبخاصة النظام لتغيير هذا الأسلوب. وحذر إيغلاند من أن منطقتين سوريتين تثيران قلقا خاصا بسبب الأوضاع فيهما، أولاهما منطقة دير الزور حيث يوجد نحو 93 ألف شخص حاليا علقت إسقاط المساعدات لهم جوا من خلال برنامج الغذاء العالمي بسبب القتال العنيف بعد ان شن تنظيم «داعش» هجوما عنيفا للسيطرة على المناطق التي مازالت بحوزة النظام، حيث يدفع المدنيون ثمن هذه المعارك.
وقال ان الوضع في دير الزور حساس للغاية، وان كان هناك غذاء يكفى نصف سكان المدينة لنصف شهر تقريبا، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى سوء في الوضع بعد نقل المستشفى الذي كان يعالج الجرحى في دير الزور بسبب إطلاق النار عليه وبما جعل وضع معالجة الجرحى مذريا للغاية.
وأضاف إيغلاند أن المنطقة الأخرى هي وادي بردى، حيث شردت آلاف الأسر وحاصرت قوات النظام نحو 100 الف مدني فيها. ويوجد قتال محتدم وقتل الكثير من المدنيين، في الوقت الذي أدى الإضرار بمضخات تزويد العاصمة دمشق بالمياه من وادي بردى إلى حرمان الملايين من سكان العاصمة لقرابة شهر حتى الآن من المياه.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن المحاولة التي جرت منذ أيام بتوجه جنرال سابق للتفاوض من أجل إصلاح شبكة المياه في وادي بردى قضى عليها بالكامل بعد مقتل اللواء المتقاعد أحمد الغضبان مسؤول ملف التفاوض على يد قناص، مشددا على أن وقف إمدادات المياه عن سكان دمشق جريمة بحسب القانون الدولي.