- مقتل أكثر من 40 عنصراً من «فتح الشام» في حلب بغارات جوية
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن حكومته شرعت في إعادة إعمار ضواحي العاصمة دمشق وتخطط في الوقت الراهن لحلب وغيرها من المدن السورية المتضررة.
ذكرت ذلك قناة روسيا اليوم نقلا عن الأسد في مقابلة تليفزيونية.
وأضاف الاسد «لقد بدأنا قبل نهاية الأزمة.. فوضعنا الخطط وبدأنا في الضواحي المحيطة بدمشق، والآن نخطط لحلب والمدن الأخرى لإعادة بناء ضواح جديدة بدلا من تلك التي دمرت، ولكن بطريقة حديثة، وبالتالي فنحن لم ولن ننتظر إلى أن تنتهي الأزمة، ويمكننا البدء مباشرة، والشعب السوري مصمم على إعادة بناء بلده».
وأضاف أن إعادة الإعمار ستكون بدعم من روسيا والصين وإيران والعديد من البلدان الأخرى، مشيرا إلى أن هذه الدول بدأت مناقشة إعادة إعمار سورية وستقدم المساعدة من خلال مواردها المالية، كما أن هناك العديد من الموارد ألأخري لإعادة بناء سورية.
وكشف أن أي عملية لإعادة البناء تستغرق وقتا، مؤكدا عزم السوريين على إعادة بناء دولتهم بأيديهم وليس بأيدي الأجانب. وقال «نحن نمتلك القدرة على إعادة بناء سورية».
ورأى الأسد أن المعركة الكبرى في إعادة الإعمار والبناء هي إعادة بناء العقول أو تأهيلها وخصوصا تلك التي وقعت تحت سيطرة «داعش» و«النصرة» لعدة سنوات، وقد لوثت بسبب الأيديولوجيا التي زرعوها فيها.
الى ذلك، قال الأسد: إن التوصل إلى وقف إطلاق النار في سورية سيكون أولوية المفاوضات المقرر انعقادها في عاصمة كازخستان «أستانا»، الإثنين المقبل.
جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة «تي بي إس» اليابانية، في معرض تعليقه على مفاوضات السلام السورية في «أستانا».
وأضاف الأسد: «لدينا آمال في أن يشكل منبرا لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كل شيء، لكني أعتقد أنه سيجعل أولويته التوصل إلى وقف إطلاق النار».
وفي معرض رده على سؤال حول موقفه تجاه مناقشة تشكيل حكومة انتقالية خلال المفاوضات، أشار الأسد إلى أنه ليس في دستور بلاده مصطلح الحكومة الانتقالية.
وأوضح في هذه السياق أنه يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم بداخلها كيانات مختلفة، مشيرا إلى أنه بعد تشكيل تلك الحكومة يمكن الذهاب إلى انتخابات برلمانية.
وحول إمكانية استقالته من أجل تحقيق السلام في البلاد، قال رئيس النظام السوري: إن «هذا أمر لا نناقشه سواء مع المعارضة أو مع أي بلد آخر».
في غضون ذلك، دمر تنظيم داعش آثارا جديدة في مدينة تدمر الاثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو التي وصفت ما حصل بأنه «جريمة حرب».
وعلى جبهة اخرى، قتل اكثر من 40 عنصرا من جبهة فتح الشام ليل امس الاول في غارات نفذتها طائرات لم تحدد هويتها في محافظة حلب.
وقال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم «دمر داعش كما تلقينا من اخبار منذ عشرة ايام التترابيلون الاثري وهو عبارة عن 16 عمودا».
واضاف «كما اظهرت صور اقمار اصطناعية حصلنا عليها من جامعة بوسطن اضرارا لحقت بواجهة المسرح الروماني».
وأوضح عبد الكريم ان «التترابيلون عبارة عن 16 عمودا اثريا بينها واحد أصلي و15 اعيد بناؤها، وتتضمن اجزاء من الاعمدة الاصلية».
وشجبت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ايرينا بوكوفا اعمال التدمير الجديدة، ووصفتها بانها «جريمة حرب وخسارة كبيرة للشعب السوري وللانسانية».
وفي موسكو، قال ديميتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: ان «ما يحدث (في تدمر) هو مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي. الارهابيون مستمرون في اعمالهم الهمجية».
وأعرب عبد الكريم عن خوفه من المستقبل طالما بقي تنظيم داعش في المدينة.
وصرح «قلنا منذ اليوم الاول ان هناك سيناريو مرعبا ينتظرنا»، مضيفا «عشنا الرعب في المرحلة الاولى، ولم اتوقع ان تحتل المدينة مرة ثانية».
واضاف «معركة تدمر ثقافية وليست سياسية (...) لا افهم كيف قبل المجتمع الدولي والاطراف المعنية بالازمة السورية ان تسقط تدمر».
واكد عبد الكريم «الجزء الاكبر من الاثار المتضررة او غير المتضررة تم نقلها الى دمشق».
ويسري في سورية منذ 30 ديسمبر اتفاق لوقف اطلاق النار يشهد خروقات عدة ويستثني بشكل رئيسي المجموعات المصنفة «ارهابية»، وعلى رأسها تنظيم داعش.
وتقول موسكو ودمشق انه يستثني ايضا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.
وقتل اكثر من 40 عنصرا من جبهة فتح الشام ليل امس الاول في غارات جوية لم يعرف ما اذا كانت روسية او تابعة للتحالف الدولي استهدفت معسكرا للجبهة في ريف حلب الغربي، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وارتفعت بذلك حصيلة قتلى جبهة فتح الشام جراء القصف الجوي خلال الشهر الجاري الى نحو مائة عنصر، بينهم قياديون، وفق المرصد السوري.
واعلنت واشنطن امس الاول عن مقتل القيادي في جبهة فتح الشام محمد حبيب بوسعدون في غارة على ادلب قبل ثلاثة ايام.
وجاء اتفاق وقف اطلاق النار تمهيدا لمحادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة الاسبوع المقبل في استانا برعاية كل من روسيا وايران، داعمتي دمشق الاساسيتين، وتركيا التي تدعم المعارضة السورية.