- غارات متجددة على الوعر بحمص والنظام يشن هجوماً برياً على برزة والقابون بدمشق
تدخل مفاوضات السلام السورية في جنيف يومها الخامس اليوم، دون تحقيق اي تقدم يذكر، حيث أمضى وفدا النظام والمعارضة الفترة الماضية في دراسة جدول الاعمال المفترض الاعتماد عليه والذي تضمنته الورقة «الاجرائية» المطروحة من قبل مبعوث الامم المتحدة ستافان ديمستورا، دون الدخول في عمق المحادثات.
وتصر المعارضة على اعتبار عملية «الانتقال السياسي» أولوية، فيما اعاد رئيس وفد النظام بشار الجعفري، احياء مطلبه بوضع هدف «القضاء على الارهاب» على رأس جدول اعمال المفاوضات، مستغلا الهجوم الانتحاري المتزامن الذي استهدف فرعي الاستخبارات العسكرية وامن الدولة في حمص اواديا بحياة عشرات من ضباط الامن والعناصر.
وطلب الجعفري من ديمستورا خلال الاجتماع أن «ينقل طلب إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها إلى المنصات (المعارضة) المشاركة في محادثات جنيف»، على حد قوله.
الا ان وفد المعارضة السورية الرئيسي، الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات وممثلين عن الفصائل المسلحة، أصر على وضع المرحلة الانتقالية.
وخلال مؤتمر صحافي مساء أمس الأول في مقر اقامته في جنيف، قال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري «جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط الإيجابي في عملية سياسية حقيقية تؤدي إلى الانتقال»، وهو يشمل أيضا مكافحة الارهاب على حد قوله.
هذا وكشفت الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي، للأطراف المشاركة في مفاوضات «جنيف» 4، أن الأخير وضع مقاربة جديدة لعملية الانتقال السياسي، تقترح بحث قضايا التفاوض بالتزامن.
وتحدثت الوثيقة التي حصلت الأناضول على نسخة عنها من مصادر في الأمم المتحدة، عن تأكيد ديمستورا على أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (المتضمن لمسائل الحوكمة والدستور والانتخابات) هو أساس للمحادثات الجارية.
وذكرت أن القرار الدولي يتضمن تشكيل حكم موثوق شامل غير طائفي، وجدول زمني لصياغة دستور جديد، وتنظيم انتخابات حرة نزيهة تجري تحت رقابة الأمم المتحدة ومتوافقة مع الدستور الجديد.
وقدم ديمستورا في وثيقته، مقاربة جديدة تقترح بحث مسائل التفاوض الثلاث بالتزامن، رغم أن قرار مجلس الأمن ينص على تشكيل حكومة انتقالية أولا، تقوم لاحقا بتولي بحث مسألتي الدستور والانتخابات.
وجاء في الوثيقة على لسان المبعوث الأممي «سنبحث هذه المسائل الثلاث (الإدارة، الدستور، الانتخابات) بشكل متواز، ويمكنني اقتراح تشكيل مجموعات عمل».
وأضاف: «إحراز تقدم في أي من هذه المواضيع الثلاثة سيكون موضع ترحيب، ولا اتفاق على شيء منفرد، ما لم يتم الاتفاق على جميع الأمور»، كما بين أن المحادثات ستكون من جولتين.
«في هذه الجولة (الجارية حاليا)، تم تخصيص يوم واحد لبحث كل موضوع (من الثلاثة) بشكل ثنائي، ويمكننا اقتراح خطة عمل محددة ومقترحات تقنية لكل موضوع على حدة، ونرحب بكل فكرة أو عرض»، حسب الوثيقة ذات الصفحات الخمسة.
وعصر امس التقى ديمستورا، وفدا مما يعرف بـ «منصة القاهرة»، المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي. وكذلك وفد «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا والنظام ابرزهم نائب رئيس الوزراء الاسبق قدري جميل.
وقالت مصادر ان هدف الاجتماعين اطلاع هاتين المنصتين على الورقة ذاتها التي عرضها قبل يومين على وفدي الحكومة والمعارضة.
ميدانيا، واصل طيران النظام الحربي أمس، حملة القصف الجوية على منازل المدنيين في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص، موقعا عددا من القتلى والجرحى.
وقالت شبكة «شام» الاخبارية في تقرير لها إن الطيران الحربي استهدف منازل المدنيين بـ ١١ غارة على الاقل، مستخدما الصواريخ الفراغية التي خلفت 3 قتلى بينهم طفل وأكثر من ٢٠ جريحا.
وفي دمشق، أطلقت قوات النظام هجوما بريا على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة لا سيما برزة والقابون، في خطوة تصعيدية جديدة بعد حملة القصف التي دخلت اسبوعها الثاني والتي خلفت أكثر من ٥٠ قتيلا وعشرات الجرحى، بحسب «شام».
وقال ناشطون ميدانيون إن قوات النظام شنت العملية البرية من محور بساتين برزة، في محاولة للتقدم باتجاه برزة والقابون، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها النظام للمعارضة بغية الرضوخ لطلباته، التي تشابه ما حدث في جميع المناطق المحيطة بدمشق والتي كان أبرزها مؤخرا «وادي بردى».
ولكن شام نقلت عن عدة مصادر أن القوات عادت وانسحبت.
ومنح النظام الحي مهلة جديدة للموافقة على ما يطلق عليه «المصالحة»، التي تفضي بتسليم الحي وتهجير الرافضين منه.