لا هواتف نقالة ولا تسجيلات ولا إهانات واحترام السرية الكاملة، هي القواعد الجديدة التي وضعها المبعوث الدولي إلى سورية ستافان ديمستورا لوفود الحكومة والمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات «جنيف 4» ما يعكس التوتر في كواليس الأمم المتحدة وفنادق المدينة السويسرية. في وقت قالت مصادر ان المعارضة اجتمعت مع الموفد الأممي وقدمت له ردها على الورقة «الاجرائية» التي قدمها للوفود المشاركة.
ولم يكتف المبعوث الدولي في تضمين ورقته جدول الأعمال للمفاوضات التي لم تبدأ بعد، بل وضع امام المشاركين سلسلة من القواعد الصارمة، آملا ان يلتزموا بها جميعا.
وطلب ديمستورا في ورقته من الأطراف «احترام توجيهاتي فيما يتعلق بسرية الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات».
وتتضمن القواعد «احترام الأطراف الأخرى المشاركة، ولا يحق لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين»، فضلا عن «ضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات او الحوارات دون إذن مسبق».
كما اكد المبعوث الدولي انه «لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات»، طالبا «استخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها».
ويبدو ان ديمستورا يأمل من خلال ورقته هذه تفادي حصول أي توتر يعيق جولة المفاوضات الحالية بين طرفين يتواجهان سياسيا وعسكريا في نزاع مستمر منذ ست سنوات.
الا ان التوتر بدا واضحا منذ الجلسة الافتتاحية الخميس الماضي.
ويأتي ذلك بعد انتقادات وجهت لرئيس وفد النظام بشار الجعفري في تلك الجلسة، حيث قال مصدر ديبلوماسي أوروبي «كان الجعفري يبدو غاضبا، وينظر الينا بطريقة قاسية حرفيا».
ويجري جزء كبير من الاتصالات في كواليس الفنادق التي تنزل فيها الوفود وخارج مقر الأمم المتحدة.
ويشارك فيها مبعوثون لدول عدة داعمة للمعارضة بينها قطر وتركيا وفرنسا.
ومنذ اليوم الأول من المفاوضات، يتواجد المبعوث الأميركي الخاص الى سورية مايكل راتني في جنيف، وقد عقد لقاء مع وفد المعارضة منذ اليوم الأول.
وبالإضافة إلى الاجتماعات اليومية مع مبعوثي الدول الداعمة، دخلت روسيا، ابرز داعمي النظام، على خط الضغوط على المعارضة بدورها. وأجل وفد الهيئة العليا للمفاوضات اللقاء المفترض مع مسؤولين روس، بينهم نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف، أمس الى اليوم بحسب قناة «الحدث».
وقال مصدر في المعارضة السورية لـ«فرانس برس» ان «الاجتماع جاء بطلب من الروس، وسنطلب فيه تثبيت وقف إطلاق النار والضغط على النظام للتفاوض على المرحلة الانتقالية».
الى ذلك، التقى وفد المعارضة ديمستورا أمس، لتقديم ورقتين بشأن المفاوضات، واتهم الوفد النظام بالمماطلة، وشكك في جدية روسيا في ممارسة الضغط على النظام.
وأوضحت أن الورقة الأولى تتعلق برد المعارضة على ورقة ديمستورا الخاصة بالقضايا الإجرائية للمفاوضات، بينما تتمحور الثانية حول الأوضاع الإنسانية في سورية وخروق وقف إطلاق النار، بحسب قناة «الجزيرة».
وأوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات أحمد رمضان أن المعارضة ستؤكد في ردها جديتها في المفاوضات، وأولوية الانتقال السياسي في أي مفاوضات، وأهمية متابعة وقف إطلاق النار.
لكن رمضان اتهم النظام بالمماطلة، وما وصفه بتمييع المفاوضات، موضحا أن وفد النظام لن يقدم رده على ورقة ديمستورا قبل الجمعة القادم، في محاولة لإنهاء الجولة دون التوصل إلى جدول أعمال.
وأضاف أن المعارضة دعت روسيا للضغط على النظام لتسريع عملية المفاوضات، مشيرا إلى أن لقاءه مع الوفد الروسي سيتناول أيضا هذه المسألة إلى جانب متابعة ما جرى في أستانا بشأن وقف إطلاق النار.