قبل أن تنطلق معركة تحرير الرقة، تستعد الميليشيات الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» لبسط سيطرتها عليها بدعم أميركي فيما ترواح مفاوضات «جنيف5» مكانها وسط معلومات عن عزم عرابها المبعوث الأممي ستافان ديمستورا الاستقالة منتصف الشهر المقبل.
فقد اعلن مسؤولان كرديان أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش يساعد في تدريب قوة للشرطة من أجل مدينة الرقة استعدادا للسيطرة عليها بعد طرد داعش.
وأضاف المسؤولان أن الجناح السياسي لقسد، لديه عدة خطط متقدمة لتشكيل مجلس مدني لقيادة المدينة بمجرد السيطرة عليها.
وسيتألف المجلس بالأساس من عرب بما يتسق مع الطبيعة السكانية للرقة لكنه سيضم أيضا أكرادا وعناصر من مجموعات عرقية أخرى، بحسب ما نقلت عنهما رويترز.
ويمثل مدى النفوذ الكردي في الإدارة المستقبلية للمدينة قضية حساسة بالنسبة لسكان المدينة العرب ولتركيا التي تقاتل مسلحي حزب العمال الكردستاني منذ ثلاثة عقود وتعتبر قسد امتدادا له.
وتشير الخطط لإقامة حكم مدني هناك إلى أن قسد عازمة على السيطرة على الرقة بغض النظر عن ذلك.
ورفض الجيش الأميركي التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة.
لكن مسؤولا أميركيا واحدا قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن أيا كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكونات العرقية للسكان.
ونقلت رويترز عن عواس علي وهو مسؤول كردي من الرقة، إن مجلس المدينة الذي سيصبح هو عضوا فيه سيتم الإعلان عنه في أبريل المقبل.
وسيضم شيوخا من عشائر محلية وأشخاصا يعيشون في الوقت الراهن في المدينة سيتم تحديدهم عندما يكون من الآمن فعل ذلك.
وقال علي إن مئات الأفراد يتلقون تدريبا بالفعل في عين عيسى شمالي الرقة للانضمام لقوة شرطة المدينة التي وصفها بأنها قوة مدنية بحتة دون أي دور شبه عسكري.
وأضاف علي لرويترز من مدينة عين العرب (كوباني) الخاضعة لسيطرة الأكراد إن إدارة للأمن الداخلي ستكون موجودة في الرقة وإن هناك أفرادا من التحالف الدولي يشرفون على التدريب.
وأكدت إلهام أحمد وهي سياسية كردية بارزة في تصريحات منفصلة لرويترز وجود عمليات تدريب للشرطة في عين عيسى.
وقالت، وهي أيضا رئيسة مشاركة لمجلس سورية الديموقراطية وهو الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية، «بالنسبة لتجهيز المجلس المحلي لإدارة المدينة فالأمر مكتمل تقريبا»، وأضافت أنهم مستعدون لإدارة المدينة لحين تحريرها بالكامل.
في غضون ذلك، نقلت قناة العربية عن مصدر رسمي رفيع المستوى في الأمم المتحدة، أن المبعوث الأممي ديمستورا سيقدم استقالته في منتصف ابريل القادم لأسباب شخصية حسب المصدر.
واضافت «العربية» أن من بين المرشحين لخلافة ديمستورا وزير الخارجية البوسني السابق حارث سيلاديتش الذي يجيد العربية، أو سيغريد كاغ رئيسة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي نجحت في تجريد النظام من سلاحه الكيمياوي بقرار أممي.
وكان ديمستورا قال عقب انتهاء محادثات اليوم الاول من مفاوضات جنيف، إنه لا يتوقع معجزات ولا حتى انهيارا للمفاوضات.
ودعا روسيا وإيران وتركيا لعقد المزيد من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في سورية في أقرب وقت ممكن من أجل السيطرة على الوضع «المقلق» على الأرض.