- الأكراد يلمحون لضم الرقة إلى «الفيدرالية».. ويعلقون المعارك مؤقتاً في محيط سد الفرات
- صالح مسلم: يجب أن تكون الرقة في اياد صديقة وإلا ستشكل خطراً على فيدرالياتنا
مازالت الأخبار القادمة من سد الفرات تثير المخاوف من كارثة بيئية وإنسانية رغم نفي الميليشيات الكردية التي تحاول انتزاع السد ومحيطه من تنظيم داعش تعرضه لأي ضرر.
لكن مسؤولا في النظام السوري دق ناقوس الخطر ودعا الى تحرك دولي عاجل لوقف المعارك في المنطقة، منعا لوقوع الكارثة التي قد تصل مفاعيلها الى مدينة البصرة العراقية في حال انهياره.
في المقابل، قالت متحدثة باسم قوات سورية الديموقراطية (قسد) التي تدعمها واشنطن، انه تم السماح للمهندسين بـ «الدخول إلى السد للتحقق من سير عمله وفحصه بشكل كامل ولا يوجد أي عطل أو ضرر بالسد أو بعمله كما يشاع».
في غضون ذلك، ألمح قيادي كردي بارز إلى ضم مدينة الرقة لنظام حكم لا مركزي الذي ينوي تأسيسه الانفصاليون الأكراد في شمال سورية بعد انتزاعها من «داعش».
ورغم اصرارها على عدم وجود اي خطر على جسم السد، اعلنت ميليشيات قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية، إيقاف عمليتها العسكرية في محيط سد الفرات حفاظا على سلامته، في وقت ألمحت هذه الميليشيات الانفصالية الى ضم مدينة الرقة الى الكيان الفيدرالي الذي تسعى لإقامته شمال وشرق سورية.
ونقلت رويترز عن صالح مسلم الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديموقراطي، وهو الجناح السياسي لوحدات الحماية، أنه يتوقع أن تنضم مدينة الرقة إلى ماوصفه بـ «نظام حكم لا مركزي» تنوي الميليشيات الكردية وجماعات متحالفة معها اقامته بعد انتزاع السيطرة عليها من يد تنظيم داعش.
واستدرك قائلا: إن الأمر سيرجع لأهل الرقة لاتخاذ قرار بشأن مستقبلهم بمجرد تحرير المدينة من داعش، لكنه أضاف أنه يعتقد أن المدينة ستنضم إلى «فيدراليات شمال سورية» وهي التسمية التي يطلقها الانفصاليون الأكراد على كيانهم الذي ينتوون اقامته، وأضاف مسلم في مقابلة عبر الهاتف «نتوقع (هذا) لأن مشروعنا لكل سورية.. وممكن الرقة تكون جزءا منه»، وتابع قائلا «كل همنا أن أهل الرقة يكونون أصحاب القرار في كل شيء».
ويهدف النظام «الفيدرالي الديموقراطي» للاستفادة من ثلاث مناطق حكم ذاتي تقيمها الجماعات الكردية الرئيسية في الشمال، وقال مسلم إن هناك حاجة لأن تكون الرقة تحت سيطرة «أياد صديقة» وإلا فإنها تشكل «خطرا على كل سورية وخاصة على شمال سورية... فيدراليات شمال سورية. منطقة الإدارة الذاتية»، وذلك في اشارة ضمنية الى موقف الميليشيات من قوات المعارضة السورية المنضوية تحت لواء الجيش الحر والتي تدعمها تركيا التي تعتبر الحزب والوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وبالعودة الى المخاوف من انهيار سد الفرات، تضاربت التصريحات بين الميليشيات الكردية التي تخوض المعارك في محيط السد وبين مسؤولي النظام الذين حذروا من كارثة قد تصل تداعياتها الى مدينة البصرة العراقية. وقالت غرفة عمليات قسد في بيان أصدرته أمس، انها و«حرصا منا على سلامة سد الفرات واتخاذ التدابير اللازمة من أجل ذلك، وبناء على طلب مديرية السدود فإننا نقرر وقف العمليات في محيط سد الفرات لمدة 4 ساعات بدءا من الساعة الواحدة بعد الظهر وحتى الساعة الخامسة، وذلك من أجل أن يتمكن فريق المهندسين من الدخول إلى السد والقيام بعملهم»، بدورها، أكدت متحدثة باسم قسد، إنه لا يوجد أي عطل أو ضرر بسد الطبقة وإنها سمحت للمهندسين بفحص عملياته بالكامل.
وقالت المتحدثة جيهان شيخ أحمد «تناقلت وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة خبر وقوع السد في خطورة الانهيار إثر الاشتباكات التي حصلت في محيطه... ولهذا السبب سمحنا لفريق المهندسين الدخول إلى السد للتحقق من سير عمله وفحصه بشكل كامل ولا يوجد أي عطل أو ضرر بالسد أو بعمله كما يشاع».
لكن وسائل اعلام النظام حذرت من احتمالية انهيار السد المعروف بسد الطبقة ايضا، جراء المعارك والغارات التي تشنها الولايات المتحدة لدعم «قسد» ضد داعش.
وقال مدير مؤسسة «سد الفرات» نجم البنية في تصريح صحافي نشرته وسائل اعلام سورية ان السد «خارج عن السيطرة» واصفا المعلومات المتوافرة بشأنه بأنها «مخيفة نوعا ما ومقلقة».
واضاف البنية ان المؤسسة تبحث الآن عن حلول «للتخفيف من الاضرار» في حال انهيار السد، موضحا ان المعارك الدائرة حول السد «تسببت في وضع خطير» حيث توقفت بعض التجهيزات عن الخدمة بالاضافة الى حدوث مشكلات في محطة السد الكهرومائية.
وحذر من حدوث كارثة إنسانية تبدأ في مدينة الطبقة السورية وتنتهي بمدينة البصرة العراقية، إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة تمنع انهيار سد الفرات الذي خرج من الخدمة.
وأضاف أن «المياه غمرت بشكل كامل جسم السد ودخل مرحلة الخطورة الحقيقية في الانهيار، الأمر الذي يحتم تدخلا دوليا لوقف الاشتباكات في المنطقة فورا، والعمل على اتخاذ إجراءات إسعافيه تمنع انهياره».
وأكد أن سد الفرات خرج فعليا من الخدمة، وأنه لا مجال للاستفادة منه في المرحلة القادمة نهائيا، وإنما يتركز العمل حاليا على منع انهياره فقط.