قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس إن محادثاته خلال زيارته لتركيا عضو حلف شمال الأطلسي ركزت على إنشاء مناطق آمنة في سورية وإنه يجري بحث عدد من الخيارات بشأن تأمين تلك المناطق.
وأضاف تيلرسون خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ان تركيا شريك رئيسي في الحرب ضد داعش.
وأضاف أن لدى البلدين هدفا مشتركا هو الحد من قدرة إيران على إيقاع الفوضى في المنطقة.
لكن تيلرسون شدد على أن هناك مزيدا من المباحثات التي يتعين إجراؤها بشأن مستقبل سورية، إلا أن وضع الرئيس السوري بشار الأسد سيقرره الشعب السوري.
بدوره، قال جاويش أوغلو إن بلاده تتوقع تعاونا أكبر مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سورية وأن من المهم إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الأميركية ـ التركية.
ورغم ان واشنطن تقدم دعما كبيرا لميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل عماد قوات سورية الديموقراطية «قسد»، قال الوزير التركي إن الحكومة الأميركية توافق على أنه لا يوجد فرق بين هذه الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد تركيا منذ 30 عاما.
والتقى تيلرسون الذي يعد أكبر مسؤول اميركي يزور تركيا منذ تولي ترامب مهامه، الرئيس رجب طيب اردوغان، لمدة تزيد على الساعتين بعد أن اجتمع صباحا برئيس الوزراء بن علي يلدريم في انقرة.
وذكرت مصادر رئاسية أن اردوغان أبلغ تيلرسون أنه من المهم أن تشن الحرب على الإرهاب «من قبل الأطراف المناسبين والشرعيين».
ويشكل الدعم الأميركي للميليشيات الكردية نقطة خلاف جوهرية بين واشنطن وانقرة.
وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء أمس الأول، أكد يلدريم ان تركيا لم تتبلغ رسميا من واشنطن ما اذا كانت ستشارك في الهجوم المرتقب على الرقة معقل داعش، ام لا.
وقال ان «التطورات الأخيرة توحي لنا ان ادارة ترامب تتابع الطريق نفسه الذي كانت تسلكه الإدارة السابقة».
بموازاة ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن المطالبة برحيل الرئيس السوري، تعرقل محاولات تحريك المفاوضات السورية التي تراوح مكانها في جنيف منذ اسبوع.
وحثت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا خلال مؤتمر صحافي الأطراف السورية المشاركة في مفاوضات جنيف على التحلي بالمرونة والانخراط في بلورة حلول وسط في التعامل مع جميع القضايا التي طرحت في المفاوضات.
وأضافت زاخاروفا «أن الحديث عن رحيل الأسد يتناقض مع حق السوريين في تحديد مستقبلهم، بما في ذلك اختيار قيادتهم التي ستقودهم إلى المستقبل».
ووصفت زخاروفا في هذا السياق الوضع السياسي والعسكري في سورية بأنه «لايزال معقدا».