- روسيا خفّضت إلى النصف عدد مقاتلاتها في سورية
بعد أميركا وبريطانيا، اتهمت باريس قوات النظام السوري بتنفيذ «الهجوم الكيماوي» على بلدة خان شيخون مطلع الشهر والذي أسفر عن مقتل نحو 90 شخصا. وجاء ذلك في تقرير للمخابرات الفرنسية عرضه وزير الخارجية جان مارك ايرولت أمس وخلص إلى أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نفذت هجوما بغاز السارين بناء على أوامر الأسد أو دائرته المقربة.
وسرعان ما رد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف مؤكدا ان «واقعة استخدام السارين لا شكوك حيالها، لكن من المستحيل التوصل الى استنتاجات حول مسؤولية ذلك من دون تحقيق دولي»، وقال ان موسكو «لا تفهم امتناع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن إجراء هذا التحقيق».
وقال التقرير، الذي رفعت عنه صفة السرية وجاء في ست صفحات اطلعت عليها «رويترز»، إن المخابرات الفرنسية استطاعت الوصول إلى هذه النتيجة استنادا إلى عينات حصلت عليها من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا، واضاف التقرير ان «أسلوب التصنيع هو نفسه الذي طوره مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية لصالح النظام»، ومن بين العناصر التي ظهرت في العينات مادة الهيكسامين وهي سمة مميزة للسارين الذي تنتجه الحكومة السورية.
وقال التقرير «تعتقد المخابرات الفرنسية أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد حاشيته الأكثر نفوذا»، وأشار إلى أن الجماعات المعارضة في المنطقة ليست لديها القدرة على شن مثل هذا الهجوم وقال إن «داعش» ليس له وجود في المنطقة.
وقال ايرولت اثر اجتماع لمجلس الدفاع برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند عرض خلاله التقرير الذي تضمن نتائج تحاليل أجهزة الاستخبارات «لا شك في انه تم استخدام غاز السارين. ولا شكوك اطلاقا حول مسؤولية النظام السوري بالنظر الى طريقة تصنيع السارين المستخدم».
وأوضح آيرولت ان التقرير الذي أعد بالاستناد الى عينات وتحاليل قامت بها الاجهزة الفرنسية يؤكد «من مصدر موثوق ان عملية تصنيع السارين مطابقة للاسلوب المعتمد في المختبرات السورية. الطريقة تحمل توقيع النظام وهذا يتيح لنا تحديد مسؤوليته في الهجوم».
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا اتخذت تدابير إضافية لتعزيز أمن قواتها في سورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية على مطار الشعيرات ردا على هجوم خان شيخون. وقال شويغو في مؤتمر أمني إقليمي في موسكو إن الهجوم الأميركي على النظام شكل خطرا حقيقيا على القوات الروسية في سورية. ولم يوضح التدابير التي اتخذتها روسيا.
وأعلنت موسكو أنها نشرت منظومة دفاع جوي روسية في سورية لتغطية كامل أجوائها.
وصرح رئيس هيئة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي، بأن روسيا سحبت نحو نصف مقاتلاتها التي كانت متمركزة في قاعدة حميميم بسورية. وقال رودسكوي ـ متحدثا في مؤتمر موسكو الدولي السادس للأمن والدفاع ـ «إن عدد الجماعات الإرهابية في سورية انخفض، ما سمح لنا بإخراج ما يقرب من نصف الطائرات المتمركزة في القاعدة الجوية في (حميميم)». وأضاف: إن 207 مجموعات مسلحة أعلنت عن التزامها بنظام وقف إطلاق النار في سورية، مشيرا إلى أن عدد المجموعات التي تنضم للهدنة يتزايد. وأشار رودسكوي إلى أن مسلحي داعش والنصرة يقاومون بشراسة في سورية، مستعرضين استعدادهم لحرب طويلة الأمد.