اجتمع وفدا النظام السوري والمعارضة مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان ديمستورا، أمس في اليوم الثالث من الجولة السادسة من مفاوضات جنيڤ دون احراز تقدم يذكر، رغم ان المبعوث الدولي حدد لهذه المفاوضات 4 ايام يفترض ان تنتهي اليوم.
ويبدو أن «وثيقة الدستور» التي فاجأ بها ديمستورا الوفدين أمس الأول، لم تلق قبولا لديهما حيث أكد وفد النظام انها اصبحت «وراء ظهورنا»، في حين قالت المعارضة: انها لا تريد دستورا يوضع في طهران او موسكو.
وتحول النقاش الى مباحثات منفصلة بين الوفدين كل على حدة وبين خبراء الأمم المتحدة، أعلن ذلك مكتب المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان ديمستورا في بيانين منفصلين، عقب طي صفحة الوثيقة، تحفظ عليها الطرفان (النظام والمعارضة).
هذا وشدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية سالم المسلط، على أن «الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب له في طهران وموسكو»، شاكرا تركيا لـ «موقفها المشرف مع القضية السورية».
جاء ذلك في حوار مع الأناضول، على هامش مفاوضات «جنيڤ 6»، معلقا على ورقة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان ديمستورا حول «الدستور».
وأشار إلى أن «الهيئة العليا ناقشت في اجتماع خاص لها، ورقة ديمستورا المتعلقة بالدستور، وهي بصدد إعداد رد عليها بعد دراسة معمقة». وأردف: «يجب أن نكون حذرين تجاه كل كلمة واردة فيه».
وفي السياق، أكد أن وفد المعارضة «تفاجأ بهذه الورقة، التي لم يبلغنا بها ديمستورا مسبقا. ولو أخبرنا بها من قبل لكنا أتينا إلى هنا (جنيڤ) والرد معنا، اختصارا للوقت».
وحول مفاوضات «جنيڤ 6»، لفت المسلط إلى أن «الجولة الحالية تمتد لمدة 4 أيام، وهذه مدة قصيرة ولا تكفي لمراجعة كاملة لورقة مثل هذه تتعلق بالدستور، تحتاج لمزيد من الشرح والتفسير».
ورأى أن «بحث دستور دائم لسورية له مكان آخر غير جنيڤ، ونحن لا نريد ولا نقبل باتفاق يتم تحت مظلة إيران وروسيا».
وطالب المسلط بـ«جولات متواصلة لمفاوضات جنيڤ، كأن تجرى 4 جولات خلال شهرين، تكون كل جولة منها على مدى 15 يوما، لبحث ملف من الملفات الأربعة».
من جانبه، قال سفير النظام لدى الأمم المتحدة ورئيس وفده للمفاوضات، بشار الجعفري إن الورقة حول إنشاء آلية تشاورية للعمل على المسائل الدستورية أصبحت وراء ظهرنا.
وأضاف الجعفري - في مؤتمر صحافي بجنيڤ أمس في اليوم الثالث للمباحثات، أن المشاورات المكثفة مع المبعوث الخاص أسفرت - وبمبادرة من الوفد - عن اتفاق على اجتماعات غير رسمية للخبراء الدستوريين من وفد الحكومة وبين الخبراء الدستوريين من فريق ديمستورا، للبحث في ورقة المبادئ الأساسية والتي تتضمن في نطاقها ما يصلح كنقاط مبادئ دستورية بحسب الجعفري. واشار الجعفري إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون اجتماعات الخبراء غير رسمية.
وشدد الجعفري على أنه لا بد من التأكيد الآن ومستقبلا على أن موضوع الدستور هو حق حصري للشعب السوري وأنه لن يقبل أي تدخل خارجي فيه.