بيروت: لحظة مفصلية جديدة من عمر الحرب السورية شهدتها الصحراء السورية في أول غارة مقصودة ومعترف بها للتحالف الدولي ضد موقع للجيش السوري.
الرسالة الأميركية الواضحة والسريعة جاءت بسبب تشكيل القوات السورية المتقدمة «تهديد القوات شريكة للولايات المتحدة».
فوصول الجيش إلى مشارف مفترق الطرق بين دمشق وبغداد وتدمر، ثم تقدمه ليكون على بعد 35 كيلومترا من التنف اول من امس، وضع الكرة في ملعب «التحالف الأميركي».
واشنطن التي قررت الإمساك بالحدود العراقية ـ السورية، وضعت في الأيام الماضية أمام قرار محور دمشق إفشال مشروعها والتحرك العسكري باتجاه هذه الحدود، وتحديدا من ناحية التنف حيث «القاعدة الغربية» التي تدير عمليات مسك الحدود والمعابر.
وجاءت الغارة أمس التي شنتها طائرات «التحالف الأميركي» ضد موقع للجيش السوري وحلفائه لتوضح قرار وتوجه واشنطن النهائي: الحدود خط أحمر.. بينما ستظهر الأيام المقبلة ان كانت لدمشق وحلفائها خطوات تصعيدية مقابلة أو الإقرار بما رسمته الولايات المتحدة لتلك المنطقة بفعل الأمر الواقع.
ففي تطور لافت، وعشية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السعودية المقررة اليوم، رسمت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة خطا أحمر، بشن غارات جوية استهدفت قافلة عسكرية لميليشيات إيران المتحالفة مع نظام دمشق في منطقة البادية قرب قاعدة التنف الحدودية.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ضرب قوات موالية للنظام السوري كانت «تتقدم داخل منطقة عدم اشتباك متفق عليها مسبقا» في جنوب سورية.
وأضاف أن القوات «شكلت تهديدا» للقوات الأميركية والقوات الشريكة في قاعدة التنف قرب الحدود السورية ـ الأردنية ـ العراقية المشتركة حيث تعمل قوات أميركية خاصة وتدرب مقاتلين من الجيش السوري الحر.
وأرسل التحالف طائرتين كـ «استعراض للقوة» لإرغام المركبات السورية بالعودة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: ان المركبات لم تتوقف، ما أدى إلى التصعيد من استعراض للقوة إلى غارة جوية.
وقالت مصادر في مخابرات غربية إن قوات خاصة أميركية وبريطانية توسع قاعدة التنف لطرد متشددي تنظيم «داعش» من محافظة دير الزور بشرق سورية على الحدود مع العراق.
وذكرت مصادر مخابرات إقليمية إن الطريق السريع بين دمشق وبغداد ظل طريقا رئيسيا لإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى داخل سورية حتى استولى تنظيم «داعش» على أراض بمحاذاة الحدود العراقية ـ السورية.