- روسيا تؤكد استحالة حلّ القضية السورية عبر التقسيم.. والمعارضة تدعو لتقديم أطروحات جديدة
استهدف تفجيران «انتحاريان» متزامنان اثنين من اشد معاقل النظام تحصينا في دمشق وحمص، تبناهما تنظيم «داعش» وأوقعا عددا من القتلى والجرحى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان تفجيرا ضرب حي الزهراء في حمص، وتم بواسطة تفجير سيارة مفخخة من نوع بيك آب يستقلها شخصان بالقرب من مركز الطوارئ. وأوضح المرصد ان من بين القتلى 3 سيدات بينهن طفلة، ورجح ارتفاع عدد القتلى لوجود عدد كبير من الجرحى بعضهم بحالة خطرة. وقال انه عثر على جثتين تحولتا لأشلاء، قالت مصادر متقاطعة انها تعود للشخصين اللذين قاما بتفجير نفسيهما بالسيارة في الحي الذي تسيطر عليه قوات النظام والميليشيات الموالية له.
من جهتها، ذكرت وكالة «سانا» أن «إرهابيين اثنين فجرا سيارة مفخخة نوع بيك أب أمام محطة الكهرباء» في حي الزهراء. ونقلت عن مصدر طبي ان طفلتين ومهندسا وامرأة قضوا في التفجير.
وبحسب الوكالة، أقدم الانتحاريان على تفجير نفسيهما داخل السيارة المفخخة بعد اشتباه دورية أمنية بهما واقدام عناصرها على «اطلاق النار على السيارة قبل وصولها الى محيط المشفى الاهلي والساحة الرئيسية في حي الزهراء، حيث تتجمع أعداد كبيرة من المواطنين».
ويأتي هذا التفجير بعد يومين من سيطرة النظام السوري على كامل مدينة حمص بعد تهجير سكان مدنيين ومقاتلي المعارضة من حي الوعر.
وفي دمشق، صرح مصدر أمني سوري بأن تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة وقع قرب حاجز لحزب الله اللبناني على مدخل السيدة زينب في ريف العاصمة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن المصدر أن التفجير وقع قرب حاجز المستقبل من اتجاه طريق مطار دمشق الدولي، قبل وصول السيارة التي كانت تقل انتحاريين اثنين إلى الحاجز، ما تسبب في مقتلهما ومقتل عنصر واحد على الأقل من عناصر الحاجز وإصابة ثلاثة مدنيين تصادف مرورهم قرب الحاجز.
ويعد حاجز المستقبل أحد النقاط الرئيسية لمقاتلي حزب الله اللبناني لتفتيش السيارات الداخلة إلى بلدة السيدة زينب ذات الأغلبية الشيعية، والتي يتولى الحزب حمايتها بشكل كامل بالتعاون مع المخابرات الجوية السورية.
وفي وقت لاحق، تبنى تنظيم الدولة تنفيذ التفجيرات. وأورد في بيان نشرته وكالة «اعماق» التابعة للتنظيم ان مقاتلي داعش «نفذوا التفجيرات في حي الزهراء ومنطقة السيدة زينب».
هذا، وما يزال المدنيون يدفعون الفاتورة الاكبر للحرب في سورية على يد جميع الاطراف، حيث سجل سقوط أكبر عدد من القتلى المدنيين خلال شهر واحد بنيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش منذ سبتمبر 2014.
وقال المرصد انه تمكن خلال الشهر الممتد من 23 أبريل الفائت وحتى 23 مايو الجاري، من توثيق مقتل 355 شخصا هم 225 مدنيا بينهم 44 طفلا و36 امرأة. ويشكل هذا الرقم أكثر من ضعف عدد مقاتلي داعش الذين سقطوا في هذه الضربات ايضا، بحسب المرصد الذي اكد مقتل «122 عنصرا من تنظيم داعش و8 عناصر من المسلحين الموالين للنظام معظمهم من جنسيات غير سورية».
وأضاف المرصد ان عدد القتلى منذ 23 سبتمبر 2014 «ارتفع إلى 7986 شخصا قتلوا» جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية، مشيرا الى ان بينهم 1481 مدنيا سوريا.
سياسيا، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من استحالة حل القضية السورية عبر مقاربات لتقسيم البلاد.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو نقلته قناة «روسيا اليوم»: «لا يمكننا حل قضايا سورية عبر تقديم مقاربات تقسم البلاد بدلا من توحيدها، ولاسيما إذا كانت تلك المقاربات تقسم البلاد طائفيا عن قصد أو غير قصد».
وأضاف الوزير الروسي: «أن روسيا تشدد دائما على استحالة حل أصعب قضايا الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلا بمشاركة كل الأطراف المعنية، وينطبق ذلك بشكل كامل على دور إيران وبالخطوات التي يجب اتخاذها لتسوية الأزمة السورية».
في المقابل، أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، «رياض حجاب»، على التزام الموفد المعارض بالحل السلمي وبدعم الوساطة الأممية للتوصل إلى عملية انتقال سياسي، مشددا على ضرورة التقدم بأطروحات جديدة تتناسب مع عمق التحولات التي تشهدها المنطقة.
وقال حجاب، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني، «زيغمار غابرييل» أمس الاول في برلين، ان «عملية الانتقال السياسي وما يرتبط بها من ترتيبات لا بد ان تتم وفق الوساطة الأممية في جنيف».