- «قسد» تمنح «داعش» في الرقة الأمان مقابل الاستسلام
توحي التطورات الميدانية في جنوب سورية بقرب المواجهة بين النظام السوري ومن خلفه الميليشيات المدعومة من ايران بغطاء جوي روسي، وبين الجيش السوري الحر المدعوم من واشنطن والتحالف الدولي ضد «داعش».
فقد اعلن جيش النظام السوري انه سيطر على مواقع جنوبي تدمر وشرقي القريتين في جنوب شرق حمص، بعد انسحاب تنظيم داعش منها، فيما اعلن فصيل من الجيش الحر المنتشر في المناطق المتاخمة لحدود الأردن والعراق انه تمكن من وقف تقدم قوات النظام في محوري القلمون الشرقي وشرق السويداء، في إطار السباق الدولي للسيطرة على البادية وتقاسم الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، وإعادة رسم خارطة السيطرة في تلك المنطقة الاستراتيجية عسكريا واقتصاديا.
وقال مصدر عسكري للوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» إن الجيش تمكن من «القضاء على العشرات من إرهابيي تنظيم داعش وتدمير كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والاستيلاء على عتاد حربي وذخيرة متنوعة» وإن ذلك جاء بعد مرور أقل من 48 ساعة على تحقيق مكاسب أخرى في المنطقة ذاتها.
من جهتها، قالت شبكة «شام» الاخبارية ان قوات النظام والميليشيات المساندة واصلت تقدمها على محاور ريف حمص الشرقي على حساب داعش.
ونقلت عن ناشطين أن قوات النظام غدت على أطراف منطقتي الصوانة وخنيفيس جنوب غرب مدينة تدمر.
وجاء وصول قوات الأسد إلى أطراف مناجم الفوسفات بعد انسحاب عناصر التنظيم من معظم مواقعهم في محيط مدينة القريتين وصولا إلى منطقة البصيري ومحيط الصوانة وخنيفيس.
وسيطر النظام أيضا على قرية ومنطقة الباردة وجبل زقاقية خليل شرقي مدينة القريتين، بحسب «شام».
في المقابل، قال مسؤول في أحد فصائل الجيش السوري الحر الناشطة في جنوب سورية لرويترز إن القوات الحكومية بدت وكأنها تحاول استباق أي تحرك للمعارضة صوب دير الزور التي تمثل هدفا ذا أولوية آخر بالنسبة للحكومة.
وقال سعيد سيف المتحدث باسم كتيبة الشهيد أحمد عبدو التابعة للجيش السوري الحر «إن إحراز هذا التقدم يساعد النظام على توسيع الحزام الأمني حول دمشق وتمهيد الطريق أمام القوات الحكومية للاتجاه صوب دير الزور، قبل فصائل الجيش السوري الحر من خلال السيطرة على أراضي شمال شرقي البادية مما يصعب مهمة الفصائل في هذا الاتجاه.
ويأتي هذه التحرك سعيا لتأمين طريق بغداد - دمشق الاستراتيجي بالنسبة لامدادات ايران لحزب الله اللبناني.
من جهتها، نقلت «شام» عن فصيل آخر من الجيش الحر العاملة في البادية، تمكنه من وقف تقدم الميليشيات الممولة من ايران في المنطقة، بعد أن تمكنت الأخيرة من التقدم في عدة مواقع في القلمون الشرقي وريف السويداء الشرقي، حيث سيطرت بدعم كبير من قبل الطيران الروسي، على (سبع بيار ومثلث ظاظا واستراحة الشحمة في القلمون، فيما سيطرت على بئر الرصيعي وسد الزلف، من محور السويداء الشرقي.
وقال يونس السلامة، مدير المكتب الاعلامي في جيش اسود الشرقية، إن عناصره تمكنوا من وقف تقدم هذه الميليشيات، التي أمنت قوات النظام الغطاء الناري والمدفعي لتقدمها، واصفا الاشتباكات التي تشهدها المنطقة بالعنيفة جدا، مع حضور مكثف للطيران الروسي (الحربي - المروحي) في مساندة الميليشيات.
وشدد السلامة، في تصريح لشبكة «شام» الاخبارية، على غياب طيران التحالف الدولي عن أجواء الاشتباك نافيا وجود أي دعم جوي لعناصر فصيله.
وبين السلامة أن أسود الشرقية يخوض حاليا معارك واسعة في القلمون الشرقي على جبهتي تنظيم داعش والميليشيات الايرانية.
على جبهة أخرى، تعهدت الميليشيات الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» بألا يلحق أي ضرر بمقاتلي داعش في الرقة إذا ما استسلموا بنهاية الشهر ودعتهم إلى إلقاء أسلحتهم قبل الهجوم المتوقع على المدينة.
وتزامنا مع تلقي قسد، دفعات من السلاح الأميركي الثقيل، قالت في بيان «نظرا للنتائج الايجابية للبيان الذي أصدرناه بتاريخ 15 ـ 05 ـ 2017 والذي أعلنا من خلاله حماية حياة من يسلم نفسه وسلاحه من المنتمين إلى المجموعات المسلحة بمن فيهم داعش مهما كانت صفتهم ومهمتهم لقواتنا تمهيدا لتسوية أوضاعهم وحماية لعائلاتهم وذويهم وأهلهم.. نعلن تمديد هذه الفترة لغاية نهاية هذا الشهر 31 ـ 05 ـ 2017».
وذكرت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديموقراطية في البيان أن هذا جاء «بناء على مطالبات أهل الرقة الشرفاء.. لتمكين أكبر عدد ممكن ممن غرر بهم أو أجبروا على الانضمام للاستفادة من هذه الفرصة».