خسر مسلحو تنظيم «داعش» العشرات من أفراد عائلاتهم امس جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة أميركية على مدينة الميادين في شرق سورية، في وقت دعت الامم المتحدة أطراف النزاع الى التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية. ميدانيا، مني «داعش» بخسارة جديدة بعد طرده من منطقة صحراوية واسعة في وسط البلاد، ما سمح لقوات النظام السوري باستعادة السيطرة على الطريق الدولي بين دمشق ومدينة تدمر الأثرية للمرة الاولى منذ العام 2014.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تنفيذ «طائرات تابعة للتحالف غارات فجر امس على المبنى البلدي في مدينة الميادين» في محافظة دير الزور (شرق) ما تسبب «بمقتل ثمانين مدنيا على الاقل بينهم 33 طفلا، جميعهم من افراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش». وأقر متحدث باسم الپنتاغون بشن التحالف ضربات قرب الميادين امس وامس الاول لكنه قال: «مازلنا نقيم نتائج تلك الضربات». وتسببت الغارات بحسب المرصد بدمار المبنى الذي كان يؤوي عددا كبيرا من عائلات مسلحي التنظيم، الذي يسيطر على المدينة الحدودية مع العراق منذ العام 2014.
وتعد حصيلة القتلى هذه وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن «الأعلى في صفوف عائلات التنظيم جراء ضربات التحالف» الذي كثف في الأسابيع الأخيرة غاراته على مواقع المسلحين في سورية والعراق المجاور. وتأتي هذه الغارات امس بعد ساعات من مقتل 37 مدنيا غالبيتهم من عائلات المسلحين ليل امس الاول، جراء غارات للتحالف ايضا استهدفت المدينة ذاتها.
ومع ارتفاع الضحايا المدنيين في سورية، اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين امس ان «ارتفاع عدد القتلى والجرحى المدنيين الناجم عن الضربات الجوية في دير الزور والرقة يشير إلى احتمال عدم اتخاذ إجراءات وقائية كافية في الهجمات».
وحض في بيان الدول المشاركة في الغارات الجوية على «توخي عناية أكثر في التمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين»، مذكرا بأن القانون الانساني الدولي يلزم أطراف النزاعات «باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجنيب المدنيين آثار النزاع المسلح».
ودانت منظمات غير حكومية في وقت سابق ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء الضربات التي ينفذها التحالف الدولي منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السلطة، لكن عسكريين أميركيين يؤكدون ان «قواعد الاشتباك» والإجراءات الوقائية لتجنب سقوط قتلى مدنيين، لم تتغير.
وأمرت ادارة ترامب قبل اسبوع وفق ما اعلن الپنتاغون، بشن «حملة ابادة» ضد المسلحين في العراق وسورية للحد قدر الامكان من عدد المقاتلين الاجانب الذين يعودون الى بلدانهم.
على جبهة أخرى في سورية، استعادت قوات النظام السوري للمرة الاولى منذ 2014 الطريق الدولي الواصل بين دمشق ومدينة تدمر الأثرية، بعدما تمكنت بدعم روسي من طرد المسلحين من منطقة صحراوية واسعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.