سخر ناشطون من رد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، على التقدم الذي يحرزه النظام والميليشيات الموالية المدعومة إيرانيا، باتجاه معبر التنف الحدودي، فيما اعتبره آخرون تهديدا باستخدام القوة مرة ثانية.
وبعد أن وصلت قوات النظام والميليشيات الموالية لها إلى بعد 55 كلم عن منقطة المعبر، لجأت قوات التحالف إلى إلقاء «مناشير» ورقية على الميليشيات التي توغلت في عمق البادية السورية، تحذرها من الاقتراب من المعبر وقالت إنها ستعتبر ذلك تصرفا عدائيا، لكن المناشير تاهت في صحراء المنطقة، بحسب ناشطين.
وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن قوات النظام والميليشيات الموالية قررت على ما يبدو التوجه نحو هذه المنطقة المحظورة وتجاوز هذا الخط الأحمر، في تهديد شديد الخطورة للقوات (الأميركية - البريطانية - الأسترالية) الموجودة في القاعدة الواقعة على الحدود المشتركة مع الأردن والعراق، بعد سيطرة هذه الميليشيات على جميع النقاط التي كانت تفصلها عن القاعدة.
وعلى خلاف التهديد الفعلي الذي كان قبل أيام، بقصف رتل تابع للميليشيات الشيعية اقتربت من ذات المحور، جاء رد التحالف هذه المرة عبر مناشير، طالبت هذه الميليشيات بالتراجع باتجاه حاجز «الظاظا»، في القلمون الشرقي، الذي يبدو أنه النقطة المتفق عليها، وأي تجاوز له يعني الدخول في المنطقة «الآمنة».
من جهته، قال المتحدث باسم «جيش مغاوير الثورة» التابع للجيش السوري الحر والمدعوم من التحالف أمس، إن التحالف الدولي حذر قوات النظام من الاقتراب من منطقة معبر التنف التي يتمركزون فيها، معتبرا تحرك النظام فيها «عدائيا».
وأضاف أنهم مستعدون لكل الخيارات بما فيها الخيارات غير السلمية، وهو نفس التهديد الذي اطلق حين تم قصف قافلة للميليشيات الموالية للنظام قبل عشرة أيام في عمق البادية.
وفي تطور لافت على الجانب الآخر من الحدود، قالت قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران إنها وصلت الى الحدود السورية، وسيطرت على مجموعة من القرى العراقية التي كانت خاضعة لداعش على الحدود مع سورية أمس.
وبحسب «رويترز»، تتصل المناطق العراقية التي سيطر عليها الحشد الشعبي بأراض خاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية السورية التابعة لوحدات حماية الشعب والمدعومة من الولايات المتحدة على الجانب السوري من الحدود وهو ما قد يساعد في ربط المنطقتين.
وأفاد قيادي بالحشد الشعبي العراقية هادي العامري، وفقا لقناة «سكاي نيوز» الإخبارية بأن «قوات الحشد الشعبي وصلت إلى الحدود العراقية ـ السورية»، مشيرا إلى أنها تمركزت بقرية أم جريص الواقعة على الحدود».
وأضاف أن هذه المنطقة خاضعة ضمن مسؤولية الحشد الشعبي وهي تعتبر المنفذ الحدودي باتجاه سورية، مؤكدا في الوقت ذاته أن عملية تطهير الحدود العراقية ـ السورية ستبدأ اليوم من أم جريص باتجاه قضاء القائم.
على جبهة أخرى، ورغم أن المنطقة الجنوبية هي إحدى مناطق خفض التصعيد التي شملها اتفاق أستانا 4 برعاية روسية ـ إيرانية ـ تركية قبل أسابيع، أكدت «شام» نقلا عن مصادر وصفتها بـ «خاصة»، توجه حشود عسكرية كبيرة جدا من حيث عدد الجنود والآليات والمدرعات إلى مدينة درعا، في إشارة جلية إلى أنها التحضيرات النهائية لخطة إعادة السيطرة على حي المنشية، الذي استعاده مقاتلو الجيش الحر قبل أيام.
ونقلت الشبكة عن ناشطين ان الحشود المشار إليها أصبحت في مدينة درعا، مؤكدة أن جميعهم من الميليشيات الموالية والمدعومة من إيران الذين انتهت مهمتها في السيطرة على مدينة حلب.
وقال أحد القيادات العسكرية، في درعا، نظرا للحشود العسكرية الكبيرة والهائلة من الواضح أنها تسعى للسيطرة على أكثر من حي المنشية، وستحاول التقدم في درعا البلد.
وأضاف القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنهم «مستعدون للمواجهة وان الجيش الحر والثوار مستعدون للمعركة المرتقبة»، وتوعدهم بـ «الموت والخذلان»، وأشار إلى الاستعدادات الكبيرة التي يقوم بها الجيش الحر لصد الهجوم.