الحملة العسكرية لانتزاع مدينة الرقة من داعش الى تصاعد، والمخاوف على حياة آلاف المدنيين الى تزايد.
فقد قالت مصادر طبية وناشطون، ان عشرات المدنيين سقطوا بين قتلى وجرحى في القصف الجوي والمدفعي الذي تنفذه قوات التحالف الدولي وميليشيات وحدات الحماية الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية «قسد».
وقال مصدر طبي في مستشفى الرقة الوطني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «19 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في قصف جوي من طائرات التحالف ومدفعية قوات سوريا الديموقراطية في منطقة جامع النور بحي الدرعية غربي المدينة».
يشار إلى أن جامع النور تعرض لقصف من طائرات التحالف منذ أسبوع أدى إلى شبه دمار بالمبنى.
وفي مدينة الرقة أيضا، قال سكان محليون لـ (د.ب.أ) إن «تنظيم داعش أقدم على سحل جثتين لعناصر من قسد في شوارع المدينة».
وأضاف السكان: «سحل عناصر داعش وهم على دراجات نارية جثتين قيل إنهما لعناصر من قوات سوريا الديمقراطية».
بدوره، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، نداء عاجلا لجميع من يقوم بعمليات عسكرية في الرقة، من أجل بذل كل إمكاناتهم لحماية المدنيين، وذلك بالتزامن مع تقدم قسد.
وأعرب غوتيريس، في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوغريك، أمس الأول، عن «قلقه العميق إزاء المعاناة الإنسانية في سورية، والحياة اليومية الخطيرة واليائسة لملايين الأشخاص، والوضع الخطير للمدنيين المحاصرين في الرقة».
يذكر أن ناشطين أطلقوا مؤخرا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تناشد القوات المشاركة في العمليات العسكرية في الرقة، من أجل حماية المدنيين هناك، وأطلقوا وسم save_people_in_RAQQA# -- #نقذوا_مدنيي_الرقة
وحول الوضع الميداني بالرقة، أعلنت قسد على (تويتر) أمس، أن مقاتليها توغلوا في أحياء الرقة ووصلوا إلى شارعي الفردوس والكورنيش، وباتوا يحاصرون مقاتلي داعش من جميع الجهات.
ومن جهتها، اعلنت استراليا أمس استئناف عملياتها العسكرية الجوية في سورية والتي علقت اثر تهديدات أصدرتها روسيا باستهداف طائرات التحالف، عقب إسقاط القوات الأميركية مقاتلة تابعة للنظام.
وكانت متحدثة عسكرية أسترالية اعلنت الثلاثاء انه «في إجراء احترازي أوقف جيش الدفاع الاسترالي مؤقتا العمليات الضاربة التي يجريها في سورية».
وقالت وزارة الدفاع الاسترالية في بيان ان تعليق العمليات الجوية في سورية كان «اجراء احترازيا للسماح للتحالف بتقييم الخطر العملاني»، مضيفة ان «التعليق تم رفعه مذاك».
الى ذلك وضمن تداعيات معركة الرقة ايضا ولمحاولة تهدئة غضب انقرة من الدعم غير المسبوق للميليشيات الكردية، قالت مصادر في وزارة الدفاع التركية امس إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أبلغ نظيره التركي بأن بلاده ستسترد الأسلحة التي قدمتها لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية بمجرد هزيمة تنظيم داعش.
وأضافت المصادر في بيان أن ماتيس بعث برسالة لوزير الدفاع التركي فكري إشيق قال فيها إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بالأسلحة التي قدمتها لوحدات حماية الشعب وبأنها ستمدها بقوائم شهرية لهذه الأسلحة.
وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب مساندة الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب التي حاربتها تركيا في شمال سورية.
وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب في إطار الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت المصادر أن ماتيس أبلغ إشيق في رسالته بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حازمة لمعالجة المخاوف الأمنية التركية وان العرب سيمثلون 80% من القوات التي ستسعى لاستعادة مدينة الرقة السورية من قبضة التنظيم.