- أردوغان: تركيا مستهدفة بسبب إحباطها للمؤامرات في سورية
قال الجيش الأميركي إن خط الاتصال مع روسيا بشأن مناطق «عدم الاشتباك»، والذي يهدف إلى تفادي أي تصادم عارض فوق سورية «يعمل»، حتى بعدما هددت موسكو بقطعه بسبب قيام واشنطن بإسقاط طائرة عسكرية تابعة للنظام السوري.
وكانت روسيا نددت بـ«عمل عدواني» بعد إسقاط الطائرة السورية، الأحد الماضي، متهمة واشنطن بأنها لم تحذرها بأن القوات الأميركية ستسقط الطائرة.
وقد أعلنت موسكو تعليق اتصالاتها العسكرية مع واشنطن حول العمليات في سورية، لكن متحدثا أميركيا أكد أن الجيشين الروسي والأميركي لا يزالان يتواصلان.
وقال الكولونيل رايان ديلون وهو متحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة بمقر وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) أول من أمس «خط عدم الاشتباك مفتوح ويعمل».
وأضاف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بغداد، إن خط الاتصالات العسكرية «يتم استخدامه للتأكد من أن أطقم الطائرات وقواتنا على الأرض آمنة».
ويربط خط الاتصالات بين قيادة مقر العمليات الجوية الروسية والعمليات الجوية لقوات التحالف في قاعدة أميركية في قطر.
وقد أعلن عن إقامة خط الاتصالات هذا في الأسابيع التي تلت بدء التدخل العسكري الروسي في سورية خريف عام 2015، تجنبا لحوادث بين قوات الطرفين.
ورفض ديلون التوضيح ما إذا كانت روسيا قد أبلغت التحالف بهجماتها الصاروخية على أهداف لتنظيم داعش في سورية، كما أعلنت موسكو الجمعة.
لكن مسؤولا عسكريا أميركيا آخر أكد، طالبا عدم كشف هويته، أن الجيش الروسي قد أبلغ بالفعل التحالف.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها أبلغت القوات المسلحة التركية والإسرائيلية من دون الإشارة إلى التحالف.
وأعلنت موسكو عن تعليق مؤقت لخط الاتصالات في أبريل بعد الغارة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية ردا على هجوم كيمياوي مفترض نسب إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان تبادل المعلومات سرعان ما أفضى إلى عودة الأوضاع إلى طبيعتها، وفقا للأميركيين.
الى ذلك، أعلن ضابط بمركز المصالحة الروسي في سورية، امس أن قيادة المجموعة العسكرية الروسية في سورية وسلطات محافظة اللاذقية وقعتا اتفاقا لوقف إطلاق النار بالمحافظة.
وقال ألكسندر فورونتسوف للصحافيين، حسبما نقلت وكالة أنباء«سبوتنيك» الروسية، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته قيادة المجموعة العسكرية الروسية في سورية وسلطات اللاذقية، يعتبر الأول من نوعه على مستوى المحافظة.
وأشار فورونتسوف إلى أن العسكريين بمركز المصالحة الروسي قدموا مساعدات إنسانية لسكان قرية السركازية بمحافظة اللاذقية السورية.
وكان رئيس الوفد الروسي في محادثات أستانا حول سورية ألكسندر لافرنتييف قد أفاد بأن روسيا مستعدة لإرسال مراقبين إلى محيط المناطق الأمنية. ووفقا له، فإنه يمكن أن تشارك بلدان أخرى، ولكن على أساس توافق الآراء فقط.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن بلاده مستعدة لإرسال مراقبين إلى سورية ، إذا تم التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص.
في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تتعرض للاستهداف، لأنها ألحقت أكبر الهزائم بما يسمى تنظيم «داعش» وتمكنت من إفشال المؤامرات في سورية.
وأضاف أردوغان في تصريح أدلى به مساء أول من أمس، من ولاية «شانلي أورفا» جنوب شرقي تركيا، أن «الذين يتغذون على صراعات المنطقة منزعجون من دفاعنا عن الحقوق والعدالة في كل محفل وهذا هو سبب حملات التشويه والكذب ضد بلادنا».
واتبع بالقول «قادت تركيا أكبر كفاح ضد (داعش) وألحقت به أكبر الهزائم.. وفي حال شكلت التطورات السلبية المستمرة في سورية أي تهديد على حدودنا ليعلم العالم أننا سنفعل ما فعلناه في عملية (درع الفرات)».
ووصف الرئيس التركي الأزمة في سورية التي بدأت في عام 2011 بأنها «وصمة عار على جبين التاريخ».
وأعرب عن اعتقاده بأن الدول الغربية التي «ألقت محاضرات للدول الأخرى في القانون والديمقراطية لعشرات السنوات أدارت ظهرها لمطالبة الشعب السوري بتلك الحقوق».
وانتقد دور المجتمع الدولي في الأزمة السورية، معتبرا انه اقتصر على «مشاهدة مليون سوري يقتلون على يد المنظمات الإرهابية والحكومة التي تمارس الظلم ضد شعبها».
وشدد الرئيس التركي على أن «الخاسر الحقيقي في سورية هو العالم الإسلامي الذي لم يظهر رد فعل كاف إزاء مقتل المسلمين في سورية بشكل علني».