نفى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب وجود أي تنازل عن مطلبها برحيل رئيس النظام السوري، وذلك ردا على السفير الروسي في جنيف الكسي بورودافكين.
واعتبر حجاب في تغريدات على تويتر ادعاء السفير الروسي حول تقديم وفد المعارضة لتنازلات في موقفها من الاسد هو محض «تدليس إعلامي ومخالف للمهنية والمصداقية»، واكد «أنه لا تنازل عن مغادرة الأسد وزمرته الذين تورطوا في ارتكاب جرائم في حق السوريين، السلطة».
كما أشار إلى أن السوريين قالوا كلمتهم في بشار الأسد وزمرته، وليس من حق هيئة المفاوضات التنازل عن المطالب الأساسية للشعب السوري.
في السياق ذاته، استنكرت الهيئة العليا للمفاوضات تصريح السفير الروسي في جنيف والذي قال فيه «ان أهم سلبيات المحادثات هي وجود عناصر متطرفة داخل الهيئة العليا للمفاوضات يطالبون بإقصاء الرئيس الشرعي للبلاد بشار الأسد».
وذكرت الهيئة في بيان لها أن «وصف من يطالبون برحيل الأسد بالمتطرفين هو دفاع مرفوض عن الظلم والقتل والتدمير والتشريد، وهذا الدفاع يعادي كل قيم الحرية والعدالة الإنسانية».
وأبدت الهيئة استغرابها من أن يكون السفير الروسي غير مطلع على بيان الرياض وهو وثيقة مهمة ويشكل خارطة طريق واضحة، وقد أكد فيه أعضاء المؤتمر جميعا وهم ممثلو أوسع شرائح قوى الثورة والمعارضة السورية، وأنهم يطالبون جميعا بألا يكون للأسد أو زمرته وكل من تلطخت يده بدماء السوريين الأحرار أي دور في مستقبل سورية السياسي، كما طالب أعضاء المؤتمر جميعا بمحاكمة المجرمين الذين هدموا سورية وشردوا شعبها، واعتقلوا الآلاف من أبنائها، فضلا عن مئات الآلاف من المعوقين والمفقودين.
وأكدت الهيئة للسفير ولكل من «يريد التشويش على وحدة موقف المعارضة الوطنية أن الذين يقبلون ببقاء الأسد ليسوا من الثورة أو المعارضة، بل هم مؤيدو الأسد والمناصرون له، ولا مكان لهم في صفوف الثورة والمعارضة، وأن الثورة قامت ضد نظام الديكتاتورية والاستبداد الذي يجسده بشار الأسد وعصابته، وهو المسؤول الأول عن دماء السوريين التي أهرقها بحماقة وحقد على كل من طالب بالحرية والكرامة».
وتابع «لقد كانت أصوات الملايين من أبناء الشعب السوري تهدر في الساحات والشوارع على مدى سنوات الثورة وفي كل المواقع بصوت واحد: ارحل، ارحل يا بشار، والمؤسف أن يعتبر السفير أن كل هؤلاء الملايين متطرفون لأنهم طالبوا برحيله».
وأشارت الهيئة إلى أنها تطمئن كل الشرفاء في العالم أنه لا يوجد في هيئة المفاوضات ولا في وفدها المفاوض من يقبل ببقاء الأسد الذي فقد شرعيته الافتراضية أصلا. وأما الذين يقبلون ويدعون إلى تمكينه من مزيد من الانتقام من شعبه الحر الكريم، فهم فقط أعداء هذا الشعب الذي قدم ملحمة تاريخية كبرى في ثورته العظمى من أجل الحرية. من جهة أخرى، طالب المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية منذر ماخوس المجتمع الدولي بوضع آلية جديدة للحوار بمشاركة الدول الكبرى والمؤثرة في الملف السوري، كبديل لمحادثات جنيف.
وقال ماخوس ـ في تصريحات لقناة «الحدث» أمس ـ «من الضروري وضع آلية جديدة بمشاركة الدول الخمس الكبرى وبمساهمة الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا المؤثرة في الملف السوري، ليكون هناك إطار دولي أوسع ملزم وأن يكون هناك ضامنون ويشارك فيها المعارضة والنظام»، مطالبا أن تكون تلك الآلية مختلف كليا عن إطار جنيف التي لم تحقق أي شيء حتى الآن.