- «قسد» تقول إنها حاصرت «داعش» وسط الرقة
لم يبق لما سمي بـ «مناطق خفض التصعيد» الثلاث التي اعلن عنها في الاسابيع الماضية الا اسمها، وسط حالة من الفوضى والتصعيد الميداني الذي يدفع ثمنه المدنيون.
ففي الجنوب الذي شهد أول اعلان لمنطقة خفض تصعيد برعاية أميركية روسية، قتل 25 مقاتلا معارضا على الأقل، بتفجير انتحاري في وقت متأخر من ليلة أمس الأول، استهدف معسكرهم التدريبي غرب بلدة نصيب بريف درعا الشرقي، على بعد أقل من 3 كم من الحدود مع الأردن.
ونقلت سيارات الدفاع المدني السوري أكثر من 40 جريحا من المقاتلين، إلى المشافي الميدانية في البلدات المجاورة، حيث وجهت الأخيرة نداءات استغاثة للمدنيين بضرورة التبرع بالدم.
وقال أبو المثنى الخالدي، الناشط الإعلامي في بلدة نصيب، لمراسل الأناضول، إن انتحاريا يعتقد بانتمائه لتنظيم داعش، فجر نفسه في مهجع النوم بمعسكر تدريبي يتبع لجيش الإسلام، ما أدى لوقوع أكثر من 80 بين قتيل وجريح.
وفي محافظة حمص التي شمل اتفاق خفض التصعيد الثالث ريفها الشمالي، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان قوات النظام قصفت مناطقه في مدينة تلبيسة، بالتزامن مع استهدافها لمناطق في قرية الفرحانية، ما تسبب بأضرار مادية، وسقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح. وكان ناشطون أكدوا انسحاب الشرطة العسكرية الروسية من نقطة تمركزها على خطوط التماس في الدار الكبيرة، قبل أن يصعد النظام قصفه بالتزامن مع غارات نفذتها الطائرات الحربية مستهدفة مناطق شملتها الهدنة. وردت فصائل المعارضة بقصف مناطق سيطرة قوات النظام في الريف ذاته، ما تسبب ايضا بمقتل واصابة عدة أشخاص بينهم مسلحون موالون للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وما بين الجنوب والوسط، تعرضت منطقة خفض التصعيد الثانية وهي الغوطة الشرقية ومحيطها، لتصعيد مدفعي وصاروخي من قبل النظام. واسفر القصف عن اصابة نحو 24 مدنيا بينهم طفل في مدينة دوما. ونقلت وكالة «سمارت» عن مصادر ميدانية، ان قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة سوقا شعبيا، ما أسفر عن جرح مدنيين تراوحت إصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة، بعضهم كانوا بحاجة لعمليات جراحية.
كذلك، تعرض حي جوبر شرقي العاصمة دمشق، وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية المجاورة، لقصف بأكثر من ثلاثين صاروخ «أرض أرض»، وعشرات قذائف «هاون» والمدفعية الثقيلة، مصدره مواقع قوات النظام المحيطة، تزامنا مع محاولات مستمرة للأخيرة باقتحام المنطقتين، حسب ناشطين.
من جهته، قال المرصد ان جوبر وعين ترما واطرافها تعرضت لقصف بنحو 40 صاروخ أرض أرض نهار أمس فقط. وأكد وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الممولين إيرانيا، وبين مقاتلي فيلق الرحمن، على محاور قرب المتحلق الجنوبي وفي محور وادي عين ترما بالأطراف الغربية للغوطة الشرقية.
في غضون ذلك، أعلنت وسائل اعلام تابعة للنظام ان قواته احكمت سيطرتها على مدينة (السخنة) وهي آخر مدينة رئيسية تحت سيطرة (داعش) بمحافظة حمص.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري في جيش النظام قوله في بيان ان وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة احكمت سيطرتها الكاملة على مدينة (السخنة) شمال شرق تدمر بنحو 70 كيلومترا بعد عمليات مكثفة ضد تنظيم (داعش).
في هذه الاثناء، واصلت الميليشيات الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» هجومها على مواقع داعش في وسط مدينة الرقة.
وقالت امنها تمكنت من ربط المناطق الجنوبية ومحاصرة مقاتلي التنظيم وسط المدينة. ويقول المسؤولون الاكراد ان التقدم يتم بحذر لتجنب القناصة والسيارات الملغومة والشراك الخداعية.