- اشترط على الدول الراغبة في إعادة العلاقات قطع صلتها بهم.. وطالب سفراءه بالتوجه شرقاً
- وصف المعارضة بـ «الإرهابيين والعملاء»: المعركة مستمرة
اشترط الرئيس السوري بشار الاسد على الدول التي ترغب في اعادة علاقاتها الديبلوماسية والتعاون مع حكومته، قطع اي صلة لها مع من وصفهم بـ «الارهابيين»، وشن هجوما على المعارضة السورية وعلى الدول الداعمة لها.
وقال الاسد، خلال كلمة القاها في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية لوضع ملامح السياسة الجديدة، «لن يكون هناك تعاون امني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول انها تسعى لحل الا بعد ان تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الارهاب والارهابيين»، وغالبا ما تطلق دمشق لقب «ارهابيين» على مقاتلي الفصائل المعارضة.
ودعا الرئيس السوري سفراءه وممثلي بعثاته الديبلوماسية إلى التوجه في نشاطاتهم إلى الشرق بدلا من الغرب لتأمين احتياجات سورية، وقال «علينا أن نتوجه شرقا اقتصاديا وثقافيا وأقصد بالمعنى السياسي.. فالشرق يتعاطى معنا باحترام».
وهاجم الغرب بقوله «تعاطينا مع الغرب لأربعة عقود ولكن لم يقدموا لنا أي إفادة ويريدون تبعية، يريد الغربيون تعاونا أمنيا ونحن لا نريده إلا بغطاء سياسي ورسمي ولا تغرينا قضية السفارات». وأضاف انه رغم أن بلاده أفشلت المشروع الغربي للإطاحة به، فإن جيشه لم يتغلب على مقاتلي المعارضة وإن الحرب مازالت مستمرة.
ومضى قائلا: انه رغم أن هناك مؤشرات على الانتصار بعد ستة أعوام ونصف العام من الحرب فإن «التحدث عن إفشال المشروع الغربي لا يعني أننا انتصرنا، فالمعركة مستمرة وبوادر الانتصار موجودة»، لكنه قال إن المساعدة التي قدمتها روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية مكنت الجيش من تحقيق مكاسب في المعارك وخففت من عبء الحرب.
وأضاف الأسد «دعم أصدقائنا المباشر سياسيا واقتصاديا وعسكريا جعل إمكانية التقدم في الميدان أكبر والخسائر أقل وهم شركاؤنا الفعليون».
وبخصوص اتفاقات تخفيف التصعيد التي تعقدها روسيا مع المعارضة، رحب الاسد بها «لأنها ستضع حدا لإراقة الدماء وحمل السلاح وتفتح الباب للعفو عن مقاتلي المعارضة».
في الوقت نفسه، أدان «المناطق الآمنة» التي اقترحتها الولايات المتحدة، في اشارة الى اتفاق الهدنة في الجنوب السوري الذي تم التوصل اليه بين الرئيسين الاميركي والروسي، قال ان مثل هذه الخطوة لن تسفر إلا عن «منح غطاء» لمن وصفهم بالإرهابيين.
وهاجم الرئيس السوري المعارضة والدول التي تدعمها وقال «حواراتنا دائما ومن دون أي مجاملة ديبلوماسية كانت الحوارات مع عملاء أو إرهابيين، واعتقدوا أن شعبا سيد نفسه ممكن أن يسيد عليه عملاء وخونة وبعد كل هذه السنوات اكتشفوا مؤخرا أنهم بلا وزن وأنهم مجرد أدوات تستخدم مرة واحدة وتلقى في سلة المهملات».
وانتقد نظيره التركي رجب أردوغان، معتبرا أن دور تركيا بالنسبة لسورية في اجتماعات استانا هو «دور ضامن للإرهابيين وليس أكثر، وأن أردوغان يلعب دور المتسول السياسي بعد فضحه في دعم الإرهابيين وأن أحد أسباب بقائه في السلطة هو دوره التخريبي في سورية».
وفيما وضع الاسد ملامح سياسة حكومته للمرحلة المقبلة، تأجل اجتماع أطياف المعارضة الذي كان يفترض عقده أمس الى اليوم في العاصمة السعودية الرياض، بعد موافقة كل من منصتي «القاهرة» و«موسكو» على الحضور للاجتماع بوفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال عضو «منصة القاهرة» عبد السلام النجيب، في تصريح نقله موقع «عنب بلدي»: إن الاجتماع كان من المقرر بدؤه أمس إلا أن تأخر وفد «منصة موسكو» الذي وصل ليلا، أرجأه إلى اليوم.
وفي حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، قال رئيس «منصة موسكو» قدري جميل: إن «قيادة المنصة أخذت قرارها بعد اجتماع عقد في دمشق بحضور الاجتماع التشاوري في الرياض».
وعزا السبب إلى أنه خلال الساعات الأخيرة «جرت تطورات مهمة استدعت إعادة النظر»، أبرزها أن مبعوث الأمم المتحدة للسلام ستافان ديمستورا دعا إلى تأجيل الاجتماعات التقنية التي كانت مقررة بين الأطراف الثلاث في 22 الجاري، إلى أجل غير مسمى».
ووفق محللين، فإن العناوين العريضة للنقاش في الرياض، ستحاول تحقيق زخم وإيجاد حل سياسي في سورية، والتفاهم على النقطتين الخلافيتين الرئيسيتين، متمثلتين بالدستور وبقاء الأسد من عدمه.
وترفض «منصة موسكو» الخوض في النقطتين، بينما تدعو «الهيئة العليا» إلى أن يكون مستقبل سورية دون الأسد، فيما يبدو موقف منصة القاهرة أقرب الى موقف الهيئة.
ويرى محللون أن البحث سيدور حول تشكيل وفد موحد للمعارضة، يأتي في إطار التفاوض مع النظام «ويمنح حظوظا أوفر» في التوصل إلى تسوية سياسية، التي توقع ديمستورا ان تحقق خروقات في أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
تأتي هذه الاجتماعات إثر ضغوط مكثفة يقوم ديمستورا على المعارضة السورية بهدف دفعها إلى التعاطي بـ«واقعية» مع المعطيات السياسية التي أفرزها التفرد الروسي بالملف السوري نتيجة تواصل الغياب الأميركي.