- بريطانيا: لا إعادة إعمار قبل الانتقال السياسي بعيداً عن الأسد
استهدف الطيران الحربي السوري والروسي صباح أمس محافظة ادلب، رابع مناطق خفض التوتر في سورية، بعد هجوم شنته فصائل مسلحة ابرزها «هيئة تحرير الشام» ضد قوات النظام في الريف الشرقي لحماة المجاورة، وفق ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وشهدت بلدات ريف إدلب الجنوبي غارات مكثفة، تركزت بشكل رئيسي على المشافي الطبية ومراكز الدفاع المدني، حيث أكدت شبكة «شام» ان مشفى الرحمة ومركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون تعرضا لقصف جوي مركز بعدة صواريخ، خلفت أضرارا ودمارا كبيرا في مبنى ملحق المشفى وتضرر سيارات تابعة للمشفى.
كما تعرض مشفى التوليد القريب في منطقة التح لغارات مماثلة خلفت دمارا كبيرا في بنية المشفى واشتعال النيران، إضافة لمقتل ممرضة وإصابة عدد من الكادر الطبي وخروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل.
وفي مدينة كفرنبل، تعرض مشفى كفرنبل الجراحي لقصف جوي مباشر، إضافة لتعرض مركز الدفاع المدني القريب لقصف مماثل بعدة صواريخ، خلفت أضرار في المشفى وتضرر عدة سيارات تابعة لمركز الدفاع المدني، واسفرت الغارات عن مقتل سيدتين واصابة عدد آخر من المدنيين في غارات على مدرسة في بلدة معرزيتا وبلدات الهبيط وسكيك والتمانعة وترملا وعطشان.
وتزامنت الغارات مع هجوم واسع شنته فصائل عسكرية عدة بينها «تحرير الشام» و«جيش العزة» و«التركستان» على مواقع للنظام والميليشيات التابعة له بريف حماة الشرقي، تخلله اشتباكات عنيفة بين الطرفين على عدة محاور.
وقال ناشطون ان الفصائل أطلقت معركة تحت اسم «ياعباد الله اثبتوا» تستهدف السيطرة على مواقع الجيش السوري في ريف حماة الشرقي.
ونقلت «فرانس برس» عن المرصد معلومات تفيد بوقوع «معارك طاحنة على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وادلب» اسفرت عن سيطرة الفصائل على قريتين، وأكد ان القصف استهدف خطوط الامداد الآتية من ادلب للمهاجمين، وان الغارات هي الأعنف منذ اعلان مناطق تخفيف التصعيد في مايو الماضي.
وتسببت الاشتباكات وفق المرصد، عن مقتل 12 مقاتلا في صفوف الفصائل المسلحة، فضلا عن 19 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما قتل مسعفان.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان الجيش السوري تصدى لهجوم إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له في ريف حماة الشمالي.
وذكرت ان الطيران السوري شارك بفعالية في التصدي للهجوم عبر تنفيذه عدة غارات على خطوط إمداد وتحرك الإرهابيين.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بلاده والولايات المتحدة وفرنسا ودولا أخرى لن تدعم إعادة بناء سورية حتى يكون هناك انتقال سياسي «بعيدا عن الأسد».
جاء ذلك بعد اجتماع وزراء خارجية دول ما يعرف بـ «مجموعة أصدقاء سورية»، في نيويورك أمس الاول على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال جونسون «نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تسيير العملية السياسية وأن نوضح، كمجموعة ذات تفكير متشابه، للإيرانيين والروس ونظام الأسد أننا لن ندعم إعادة بناء سورية حتى تكون هناك عملية سياسية كهذه وهذا يعني، كما ينص القرار 2254، بأن يكون هناك انتقال سياسي بعيدا عن الأسد».
وتحدث جونسون بعد اجتماع لنحو 14 دولة داعمة للمعارضة السورية من بينها فرنسا والسعودية وتركيا والولايات المتحدة.
وعقد الاجتماع في نيويورك بدعوة من وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون وضم دولا من حلف شمال الأطلسي بالاضافة الى دول عربية، وقد وافقت هذه الدول على حث الأطراف المعنيين على التفاوض حول عملية انتقال سياسي.
ولقيت دعوة باريس لإقامة «مجموعة اتصال» من اجل دفع الاطراف المعنيين الى الانخراط في عملية سلام، برودا من واشنطن التي ترفض التعاون مع ايران.
وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي بالوكالة ديفيد ساترفيلد للصحافيين بعد الاجتماع «لم يكن هناك نقاش لمحافل أخرى في هذا الاجتماع».
وقال مسؤول اميركي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس «اذا كانت ايران موجودة في مجموعة الاتصال، فسيكون صعبا بالنسبة إلينا» المشاركة.