كشفت مصادر مقربة من مسلحي تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور شرق سورية عن مغادرة عناصر التنظيم الاجانب المدينة بشكل كامل، مشيرة إلى أن هذه العناصر سلمت المدينة لكتيبة «صقور علي» وهم من أبناء مدينة دير الزور.
وقالت المصادر المقربة من كتيبة صقور علي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ان «عناصر هذه الكتيبة من المبايعين لتنظيم داعش وكانوا خلال سيطرة عناصر التنظيم الاجانب على المدينة من المهمشين بشكل كامل وجميعهم من أبناء محافظة دير الزور».
وأشارت إلى أنه منذ أيام غادر كل عناصر تنظيم داعش الأجانب عبر حويجة كاطع شمال غرب المدينة باتجاه منطقة الحسينية والجنينة والتي أصبحت تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، وتم نقلهم الى ريف دير الزور الشرقي ومن هناك توجه قسم منهم الى مدينة البوكمال وآخرون باتجاه الأراضي العراقية.
وكشفت المصادر أن «أحياء دير الزور الخاضعة لسيطرة التنظيم تعيش حالة فوضى، وأن المئات من العائلات بقيت فقط في المدينة، وأن النظام لم يعد يهاجم تلك الاحياء لأن هدفه الآن التوجه الى الريف الشرقي وصولا الى مدينة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية وهو في سباق حاليا مع الميليشيات الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية بعد عبور قوات النظام نهر الفرات وسعيها للسيطرة على مدينة البصيرة».
من جهتها، سيطرت «قسد» على قريتي سفيرة وشقرة آخر معاقل تنظيم «داعش» في ريف دير الزور الغربي. ونقلت قناة «العربية» الإخبارية عن المصادر قولها «إن سيطرة القوات على القريتين جاءت بعد معارك عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن سقوط عدد كبير من عناصر داعش بين قتيل وجريح».
وأضافت أن التنظيم أصبح محاصرا بشكل كامل في الأحياء التي يسيطر عليها في مدينة دير الزور، لتمتد خطوط التماس بين «قسد» وقوات النظام السوري من ناحية التبني في أقصى غرب دير الزور، وصولا إلى أطراف قرية خشام في الشمال الشرقي. وفي غضون ذلك، حذر وزير الداخلية الإيطالي من أن خسارة داعش للكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرته ربما دفعت مقاتلي التنظيم للفرار إلى أوروبا عبر الطرق التي يسلكها اللاجئون.
وقال ماركو مينيتي في تصريح لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية أمس «الأمر أصبح يختلف كثيرا عن ذي قبل، انهم (المسلحون) يهربون، لقد انقسموا على أنفسهم وهناك عمليات هروب فردي».
وجاء تصريح مينيتي قبل مؤتمر وزراء داخلية مجموعة السبع في مدينة إسكيا الإيطالية التي عقدت امس وتختتم اليوم.
وأوضح الوزير الإيطالي أن خسارة التنظيم الإرهابي بالرقة التي تعتبر عاصمته غير الرسمية كانت بمنزلة «انتكاسة عسكرية مأسوية للتنظيم» وأن ذلك يخفض قدراته على إرهاب الديموقراطيات.