لاتزال الجغرافيا السورية تشهد العديد من التغييرات لجهة السيطرة على الارض تبعا للتطورات الميدانية، حيث بات النظام يسيطر على نحو نصف مساحة البلاد، فيما قفزت الميليشيات الكردية الى المرتبة الثانية بعد النظام واصبحت تسيطر على نحو ربع المساحة بعد تقلص الرقعة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش إلى نحو 8% فقط.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بحسب احصائية جديدة، إن قوات النظام التي كانت تسيطر أواخر العام 2015 على نحو 22% فقط من مساحة البلاد أصبحت تسيطر على نحو 52.7% من الجغرافية السورية، من بينها مراكز محافظات دمشق وحلب حمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء ودرعا والحسكة ودير الزور والقنيطرة، إلى جانب السيطرة شبه الكاملة على محافظات طرطوس والسويداء واللاذقية.
أما الميليشيات الكردية التي تشكل قوام قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، فأصبحت صاحبة ثاني أكبر نفوذ في سورية، إذ باتت تفرض سيطرتها حاليا على نحو 25.4%، بعد التقدم الكبير الذي حققته بدعم مكثف من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وانتزاعها الرقة من داعش وتقدمها الكبير في محافظة دير الزور.
بينما تراجعت مساحة سيطرة المعارضة إلى 13.7% من الأراضي السورية.
وأوضح المرصد أن مساحة سيطرة تنظيم داعش تراجعت إلى 8% من إجمالي مساحة الأراضي السورية، بعدما كان يسيطر منتصف عام 2015 على أكثر من نصف مساحة البلاد، وأنه يتبقى للتنظيم أقل من 1% من المناطق المأهولة.
وفي غضون ذلك، وفي أول تعليق رسمي للنظام على التقدم الذي حققته الميليشيات الكردية في الرقة، قال وزير الإعلام السوري محمد ترجمان ان الاراضي المحررة هي التي يدخلها الجيش السوري ويرفع العلم فوقها.
وفي حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية أوضح أن «ما حدث في الرقة وخروج داعش الإرهابي هو بشكل من الأشكال شيء إيجابي، ولكن كدولة سورية نحن لا نأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار لانه إذا لم يدخل الجيش العربي السوري إلى هذه المدينة وإذا لم يرفرف العلم العربي السوري فوقها فهي مازالت في نقطة الصفر بالنسبة لنا، وبالتالي لابد من دخول الجيش السوري إلى هذه المدينة سواء كان موجودا فيها داعش أو أي فصيل أو تنظيم آخر».
وحول اعلان «قسد» أن الرقة ستنضم الى الدولة اللامركزية «التي يسعى اليها الاكراد»، قال ترجمان: لا أمل ولا يمكن أن تكون هناك لامركزية، أو أي شيء آخر، دمشق هي عاصمة الدولة السورية وهي والتي ستقود الجهورية العربية السورية سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
وبخصوص إدلب، قال الوزير السوري ان دخول القوات التركية إلى المدينة، والتواجد العسكري الأميركي في التنف وبعض المناطق الحدودية، يعد«عدوانا سافرا» ينتهك السيادة السورية والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وتابع أنه «يحق للحكومة السورية الرد عليه بالطريقة المناسبة» سياسيا، وحول الحديث عن عقد ما يسمى بـ «مؤتمر الشعوب في سورية» مع اجتماعات تمهيدية تجري في حميميم برعاية روسية وتضم الفصائل الداخلة في اتفاقات خفض التصعيد والتي توافق التوجهات الروسية، قال ان النظام خلال فترة الحرب «كان يعمل على محورين اثنين، الأول هو العمل الميداني العسكري على الارض والمحور الآخر والموازي هو محور المصالحات الوطنية والتسويات، وضمن إطار المصالحات هناك الكثير من المصالحات التي حدثت، ويمكن اعتبار موضوع آستانا ضمن هذا الإطار، أي مناطق تخفيف التوتر كمرحلة أولى قبل أن تندرج في إطار المصالحات والتسويات».