- النظام يدعو الأميركان للانسحاب فوراً وبدون شروط
خلافا للتفاهم الذي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انه توصل إليه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سورية، تشي تصريحات المسؤولين الروس والأميركيين بأن الخلافات مازالت قائمة حول عدة نقاط أهمها وجود الميليشيات الإيرانية وتواجد قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش، والعملية السياسية.
إذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا أمس أن بلاده لم تتعهد بضمان انسحاب الميليشيات التي تدعمها إيران من سورية، وهو المطلب الذي تسعى واشنطن ومن ورائها إسرائيل الى تحقيقه.
وبحسب ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، فإن لافروف ذهب أبعد من ذلك، معتبرا ان التواجد الروسي والإيراني في سورية هو تواجد شرعي، فيما وصف تواجد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد داعش «غير قانوني».
وأضاف لافروف - خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية موريشيوس فيشنو لوتشمينيرايدو من موسكو - أن التحالف الدولي يدعم المعارضة السورية على الأرض بشكل واضح، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن من يشكل الخطر الأسوأ هي المجموعات الإرهابية.
وأشار إلى أن موسكو بحثت مع الأميركيين آلية عمل منطقة خفض التوتر في جنوب غرب سورية، والتي شارك الأردن في العمل على إقامتها.
وأوضح ان اتفاقات موسكو وواشنطن لا تفترض انسحاب الميليشيات الموالية لإيران من سورية، مشيرا إلى أن الحديث في هذا السياق يدور حول «قوات غير سورية».
ولفت وزير الخارجية الروسي الى أن التصريحات التي أدلى بها كل من بوتين وترامب تتعلق بعملية جنيف، مشيرا إلى أن هذا التصريح يدعو جميع الأطراف السورية إلى دعم عملية جنيف السياسية بما فيها الجهود الهادفة إلى إنجاح هذه العملية، وذلك بالإشارة الى ما قاله الرئيسان بانه لا حل عسكريا في سورية.
وردا على الموقف الروسي، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن التحالف الدولي لن يغادر سورية ولا العراق طالما لم تحقق مفاوضات جنيف للسلام في سورية تقدما.
ونقل راديو «سوا» الأميركي أمس، عن ماتيس قوله لمجموعة من الصحافيين خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الدفاع (الپنتاغون) «لن نغادر في الحال»، مؤكدا أن قوات التحالف الدولي ستنتظر «إحراز عملية جنيف تقدما».
وأضاف أنه «يجب القيام بشيء بخصوص هذه الفوضى وليس فقط الاهتمام بالجانب العسكري والقول حظا سعيدا للباقي»، وذكر ماتيس أن مهمة قوات التحالف هي القضاء على تنظيم داعش وإيجاد حل سياسي للحرب.
وتابع قائلا: «سنتأكد من أننا نهيئ الظروف لحل ديبلوماسي»، مشددا على أن الانتصار على داعش سيتحقق «حينما يصبح بإمكان أبناء البلد أنفسهم تولي أمره».
وردا على ماتيس، أعلن النظام السوري أمس، رفضه «جملة وتفصيلا» ربط القوات الأميركية تواجدها في سورية بنتائج العملية السياسية في جنيف.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، إن «ربط التواجد الأميركي في سورية الآن بعملية التسوية ما هو إلا ذريعة ومحاولة لتبرير هذا التواجد» مشددا على أن «هذا الربط مرفوض جملة وتفصيلا».
وأكد المصدر أن «الولايات المتحدة وغيرها لن تستطيع فرض أي حل بالضغط العسكري بل على العكس فإن هذا التواجد لا يؤدي إلا لإطالة أمد الأزمة وتعقيدها».
وجدد مطالبة بلاده للقوات الأميركية «بالانسحاب الفوري وغير المشروط من أراضيها» معتبرا أن «هذا الوجود هو عدوان على سيادة سورية واستقلالها».
وكانت عمان أعلنت السبت الماضي التوصل الى اتفاق ثلاثي اميركي - روسي - أردني على إنشاء «منطقة خفض التصعيد المؤقتة» في جنوب سورية على حدود إسرائيل، مشيرة الى أن هذه الخطوة تندرج ضمن الجهود المشتركة لوقف العنف وإيجاد الظروف الملائمة لحل سياسي مستدام.
وبحسب مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، فإن الاتفاق الثلاثي ينص على «التزام الأطراف بالقضاء على وجود قوات أجنبية» في هذه المنطقة.
وأضاف المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه أن «هذا يشمل القوات الإيرانية والجماعات المسلحة المدعومة من إيران مثل حزب الله»، مشيرا الى أن الروس وافقوا على العمل مع النظام السوري للوصول الى انسحاب القوات المدعومة من إيران لغاية مسافة محددة من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة وحدود الجولان من الجانب الأردني».