- قصف مستودع مساعدات غذائية في دوما المحاصرة قرب دمشق
صعّدت قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة لها عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة، بشكل غير مسبوق، قبيل ساعات من تصويت مجلس الأمن على مشروعي قرار حول التحقيق بالهجمات الكيماوية في سورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حدة المعارك تصاعدت أمس بين قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها وبين قوات «لواء فجر الأمة» التابع لحركة أحرار الشام المعارضة في غوطة دمشق الشرقية.
وقال المرصد ان قوات النظام استهدفت مدن وبلدات الغوطة الشرقية بنحو 550 غارة وقذيفة مدفعية وصاروخا منذ يوم الثلاثاء الماضي تسببت في وقوع نحو 110 بين قتيل وجريح بصفوف المدنيين.
وبين ان القتال المستمر منذ ظهر امس الأول الثلاثاء بشكل عنيف بين الجانبين تسبب في وقوع مزيد من الخسائر البشرية في عناصر ومقاتلي الطرفين، حيث وثق المرصد ارتفاع اعداد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها إلى 29 على الأقل بينهم ثمانية ضباط أحدهم برتبة لواء.
وأفادت مصادر في المعارضة بأن هذا التصعيد يأتي ردا على المعركة التي أطلقتها حركة احرار الشام باسم «بأنهم ظلموا» لاستعادة السيطرة على «إدارة المركبات»، والتي بدأت صباح الـ 14 من الشهر الجاري، حيث أعلنت الحركة انها حققت مرحلتها الاولى بنجاح بعد هجومها على المنطقة ونشر ناشطون فيديوهات تظهر مقاتلي المعارضة يقاتلون داخل الإدارة.
وتهدف المعركة، بحسب شبكة «شام» الإخبارية المعارضة الى السيطرة على ادارة المركبات بمختلف مباني القيادة والادارة فيها وبعض المناطق المحيطة بها.
وتعتبر هذه المناطق استراتيجية لقوات النظام من حيث دورها اللوجيستي وتموضع قوات الحرس الجمهوري وميليشيات حزب الله فيها ومهمة بالنسبة للامن الغذائي للمناطق المحيطة بها.
ولاحقا، اتهمت المعارضة قوات النظام السوري باستخدام الغازات السامة في قصفها مدينة حرستا.
ونقلت شبكة شام الإخبارية عن ناشطين في «حرستا» ان قوات النظام استخدمت غاز الكلور السام في منطقة إدارة المركبات قرب حرستا بعد تقدم «أحرار الشام» وسيطرتها على الموقع.
وقالت الشبكة ان ثمة إصابات عديدة بحالات اختناق لعناصر من مقاتلي أحرار الشام ونشطاء إعلاميين كانوا في الموقع لتغطية الاشتباكات والمعارك الدائرة مع قوات النظام هناك.
وفي السياق، أعلن مسؤول محلي في مدينة دوما السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة أن مستودعا يحوي مساعدات غذائية تعرض لقصف أمس الأول بعد 3 أيام فقط على إدخال الأمم المتحدة المساعدات الى المدينة الواقعة في غوطة دمشق المحاصرة والتي تعاني أزمة إنسانية حادة.
وجاء هذا التصعيد «الكيماوي»، قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن على مسودتي قرارين متعارضين، أحدهما أميركي والآخر روسي لتجديد تفويض لجنة التحقيق الأممية بشأن هجمات الأسلحة الكيماوية، حيث انتهى منتصف ليل أمس التفويض الممنوح للجنة والتي خلصت في تقريرها الأخير إلى أن النظام السوري استخدم غاز السارين المحظور في هجوم في الرابع من أبريل على خان شيخون.
وفيما عدا نقطة الالتقاء الوحيدة هذه فإن مشروعي القرارين الأميركي والروسي يختلفان حد التضاد.
وينص مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا، حليفة النظام السوري، على إعادة النظر بتفويض اللجنة وتجميد نتائج عملها، وان يعود محققوها الى سورية لإجراء تحقيقات ميدانية.
في المقابل، فإن مشروع القرار الأميركي يكرس نتائج التحقيق في هجوم خان شيخون ولا يدخل اي تعديل على التفويض الممنوح للمحققين الذين مازال عليهم التحقيق في حوالي 60 هجوما كيميائيا.