تجددت المواجهات العنيفة في الغوطة الشرقية المحاصرة أمس بين قوات النظام المدعمة بالميليشيات الموالية لها وبين مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية من جانب آخر، في وقت حذرت المعارضة من ان الغوطة على شفير المجاعة.
وتركزت بالقرب من مدينة حرستا، على محاور داخل إدارة المركبات وفي محيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
فيما شهدت كامل الغوطة الشرقية قصفا من قبل الطائرات الحربية طال خصوصا مناطق في مدينتي حرستا التي تسيطر عليها حركة أحرار الشام، وعربين التي يسيطر عليها فيلق الرحمن، بالتزامن مع غارات طالت مناطق في بلدة مديرا القريبة من إدارة المركبات، والتي أوقعت شهداء وجرحى.
ووثق المرصد، مقتل 6 اشخاص في بلدة مديرا، بالإضافة لإصابة نحو 7 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وبذلك يرتفع إلى 52 بينهم 12 طفلا دون سن الثامنة عشرة و7 مواطنات فوق سن الـ 18، عدد القتلى الذين قضوا منذ الثلاثاء.
وأكد المرصد أن قوات النظام السوري قصفت موقع حركة احرار الشام بغوطة دمشق الشرقية بقذائف تحوي غازات سامة.
ونقل المرصد في بيان عن مصادر عدة القول ان قوات النظام استهدفت نقطة لحركة احرار الشام بمدينة (حرستا) ما تسبب في إصابة نحو 20 مقاتلا بحالات فقدان وعي وصعوبة في التنفس واختناقات.
واتهمت المصادر قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستهداف مواقع مقاتلي الحركة بقذائف تحوي غازات سامة.
من جهة أخرى، سيطرت قوات النظام والمسلحين الموالين لها على معظم مدينة البوكمال أمس، وفق ما أفاد المرصد.
وتبادل الطرفان السيطرة على المدينة الواقعة في محافظة دير الزور (شرق) لمرات عدة قبل أن يتمكن التنظيم من استعادة السيطرة عليها قبل أسبوع.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المرصد أن قوات النظام السوري «سيطرت مع حلفائها حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية على أكثر من 80% من مدينة البوكمال إثر هجوم واسع بدأته ليل الجمعة».
وترافقت المعارك مع غارات سورية وأخرى روسية كثيفة حيث ان قوات النظام تتقدم «بحذر» في محاولة لتثبيت وجودها في المدينة وصد أي هجوم معاكس محتمل لداعش كما حدث قبل اسبوعين.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي أمس مشاهد مباشرة من البوكمال، تظهر أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من أحياء في المدينة فيما يسمع دوي القصف.
وذكر أن الجيش يعمل حاليا على «اقتحام المناطق المتبقية للتنظيم الإرهابي في الجهة الشرقية من البوكمال»، موضحا ان «أكثر ما يعيق تقدم وحدات الجيش العربي السوري هو التفخيخ الكبير من قبل داعش ومحاولته استخدام الأهالي كدروع بشرية».
وفي السياق، نفذت 6 قاذفات استراتيجية روسية من طراز «تو-22إم3» أمس، قصفا جماعيا عنيفا على مواقع تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة البوكمال.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية - في بيان أوردته قناة «روسيا اليوم» الإخبارية - أن المواقع التي تم استهدافها، هي تجمعات للقوى الحية والمعدات العسكرية للعدو ومستودعات للذخائر، لافتة إلى أن وسائل الرصد الموضوعي أكدت تدمير جميع الأهداف المرسومة.
وأضافت أن القاذفات الروسية نفذت عمليتها برفقة مجموعة من مقاتلات «سو-30إس إم» أقلعت من مطار حميميم، مشيرا إلى أن جميع الطائرات عادت سالمة إلى مواقع تمركزها بعد إنجاز مهمتها.