- المبعوث الدولي متفائل بمخرجات مؤتمر الرياض
بدأت قوى المعارضة السورية أمس اجتماعها الموسع في الرياض سعيا لتشكيل وفد جديد للمشاركة في مفاوضات جنيف التي دعت الأمم المتحدة الى عقدها في 28 الجاري، في وقت يفيد محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثني مصير الرئيس بشار الأسد، وهو ما دفع العديد من الشخصيات المعارضة الى الاستقالة. وانطلقت اجتماعات «الرياض 2» بمشاركة نحو 140 شخصية يمثلون مكونات المعارضة الرئيسية بدعوة من وزارة الخارجية السعودية.
وخلافا للمرات السابقة، لفتت أمس مشاركة مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان ديمستورا الذي دعا الى تجنب الشروط المسبقة، فيما غابت ما تعرف بـ «منصة موسكو» المحسوبة على النظام والمقربة من روسيا.
واستهل وزير الخارجية عادل الجبير المؤتمر بكلمة أكد فيها أن بلاده «ستقف إلى جنب الشعب السوري الشقيق كما كانت دوما لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل»، وشدد على دعم الرياض الدعم للمعارضة السورية للخروج صفا واحدا من المحادثات.
وقال «لا حل لهذه الأزمة دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254».
وأضاف الجبير للصحافيين في الرياض بعد حضوره الجلسة الافتتاحية لمؤتمر للمعارضة السورية «نحن سنكون عونا ودعما لهم في كل ما يحتاجون إليه ونأمل أن يستطيعوا الخروج بهذا المؤتمر بصف واحد».
من جهته، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج، هادي البحرة كشف لوكالة «فرانس برس» أن جهودا تبذل «للتوصل الى توافقات بين كل قوى الثورة والمعارضة والقوى المدنية وباقي التنظيمات السياسية والمستقلين للتوصل إلى تشكيل وفد مفاوض واحد وموحد وبمرجعية واحدة».
وكانت شخصيات معارضة بارزة أعلنت استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات، وفي مقدمها منسقها العام رياض حجاب الذي لم يحدد الأسباب المباشرة لاستقالته، لكنه قال إنه بذل جهده «أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد».
كما سارعت شخصيات أخرى بينها المتحدث الرسمي باسم الهيئة رياض نعسان آغا والمتحدث الرسمي باسم الوفد سالم المسلط، بالاضافة الى عضو الوفد المفاوض سهير الأتاسي الى إعلان استقالاتهم تباعا. ويقول قيادي في الهيئة العليا للمفاوضات هو من الذين تم استثناؤهم من الدعوة لـ «فرانس برس»، مفضلا عدم ذكر اسمه «تم استبعاد شخصيات عدة تعارض كليا بقاء الأسد في مستقبل سورية».
ويشير القيادي المعارض يحيى العريضي في تصريحات لـ «فرانس برس» إلى «مجموعات تتبنى هذا النمط لكنها ليست ثوابت مقرة من المعارضة مجتمعة»، مشيرا إلى منصة موسكو التي لا تشترط رحيل الأسد عن السلطة.
ويشدد العريضي على أن «أي جهة تريد أن تخضع لضغوطات للقبول بالأسد لا تمثل خيارات الثورة ولا الشعب السوري».
وتزامنت الاستقالات مع توقيع معارضين بارزين وناشطين وممثلي فصائل على عريضة موجهة الى المجتمعين في الرياض، تذكرهم «بثوابت أساسية» في مقدمها «رحيل الأسد وزمرته». ومن بين الموقعين، عضو الوفد المفاوض السابق جورج صبرة، الذي اعتذر عن حضور مؤتمر الرياض، وهو الذي يعد من المتشددين في ما يتعلق بمصير الأسد. وتتوقع الباحثة في معهد الشرق الأوسط رندة سليم «أن يخرج اجتماع الرياض بتشكيل مجموعة والاتفاق على رؤية المعارضة للدستور والانتخابات النيابية» محور المباحثات المقبلة.
وتضيف لـ «فرانس برس»: «أي نقاش حول الانتقال السياسي أو الأسد لم يعد واردا»، موضحة أن «المسألة تتعلق راهنا بإيجاد معارضة مناسبة ستوافق على الصفقة».
لكن قياديين في المعارضة يؤكدون أن القبول بالأسد ليس واردا. لكن عضو الائتلاف المعارض هشام مروة قال «الائتلاف هو الكتلة الأكبر المدعوة الى الرياض ومواقفها من الأسد لم تتغير»، ويجزم «من يراهن على مؤتمر الرياض ليشرعن وجود الأسد واهم».
ولفت مراقبون الى أن حضور ديمستورا شخصيا الاجتماع ربما يصب في خانة الضغط على المجتمعين، وهذا ما أكدته تصريحاته التي حمل فيها المعارضة المجتمعة مسؤولية تحقيق السلام في سورية، داعيا إياها الى «التفاوض من دون شروط مسبقة».
وقال إن «فريقا موحدا قويا سيكون شريكا إبداعيا في جنيف ونحن نحتاج الى ذلك.. فريق قادر بحق على أن يستكشف أكثر من سبيل للتوصل إلى الأهداف المرجوة»، واعرب عن تفاؤله ان يسهم اجتماع الرياض بـ «إعادة تحريك مفاوضات جنيف».
وحث المجتمعين على إجراء «المناقشات الصعبة» اللازمة للتوصل إلى «خط مشترك».
ودعا دي ميستورا كل أطراف المعارضة بتحمل المسؤولية ووضع مستقبل بلادهم نصب أعينهم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المباحثات الحالية ستسعى للتوصل إلى دستور جديد وحكومة شاملة غير عنصرية، وستناقش كل الأمور المتعلقة بإيصال المساعدات لأي مناطق محاصرة.