عاد وفد النظام السوري إلى جنيف أمس للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من الجولة الثامنة التي بدأت الثلاثاء الماضي بعدة اجتماعات بين وفد المعارضة ومبعوث الأمم المتحدة ستافان ديمستورا وفريقه، لكن ديبلوماسيين غربيين عبروا عن تشككهم في استعداد النظام للمشاركة في حوار جاد.
ووصفت صحيفة الوطن المقربة من النظام، الأجواء في جنيف بـ «المشحونة»، لاسيما بين الوفد الرسمي السوري والمبعوث الأممي.
ونقلت «الوطن» عن مصدر غربي قوله إن رئيس الوفد السوري بشار الجعفري، عبر لديمستورا وبشكل مباشر عن امتعاض بلاده من تصرفاته الأخيرة، لاسيما موافقته على ما جاء في بيان مؤتمر «الرياض٢»، الذي كان حاضرا فيه، والذي يتضمن شروطا مسبقة، وعودة إلى المربع الأول من المفاوضات، الأمر الذي كان على المبعوث الأممي تجنبه أو رفضه في حال كان جادا في تقدم المفاوضات إلى الأمام. وتستمر هذه الجولة حتى يوم الجمعة القادم، ومن غير المتوقع أن تشهد أي اختراقات أو تقدما. وقال مراسل لـ «رويترز» على متن الطائرة التي كانت تقل مبعوث سورية للأمم المتحدة رئيس وفد التفاوض السوري بشار الجعفري إن الطائرة هبطت وسط عاصفة ثلجية في رحلة قادمة من بيروت أمس. ورفض الجعفري الإدلاء بأي تعليق، فيما تحدثت وسائل إعلام عربية عن ضغوط روسية أعادت الوفد للمشاركة بعد مقاطعة امتدت أسبوعا.
ونقلت «رويترز» عن ديبلوماسي غربي بارز قوله: «المعارضة كانت إيجابية جدا ومستعدة للخوض في الأمر.. إنها في وضع صعب إذ تتعرض للانتقادات داخليا وللضغوط جراء قصف النظام للغوطة الشرقية ومناطق أخرى».
وأضاف ان عدم عودة وفد النظام في الموعد المحدد في الخامس من ديسمبر كان «علامة واضحة على عدم اكتراثه بالمشاركة في العملية السياسية». وقد أكد وزارة الخارجية السورية وصول وفدها إلى مقر إقامته في جنيف، للمشاركة في القسم الثاني من الجولة الحالية. وتحدثت مصادر عن إمكانية عقد لقاء بين ديمستورا ووفد النظام اليوم، فيما تبقى المفاوضات المباشرة التي دعا إليها ديمستورا ووافقت عليها المعارضة، موضع ترقب لإمكانية إجرائها. من جهتها، نفت المعارضة السورية من جنيف تعرضها لضغوط، قيل إنها تمارس عليها لإشراك حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي (PYD) في المفاوضات.
وقال الناطق الرسمي باسم وفد «الهيئة العليا»، د.يحيى العريضي في تصريح لموقع «عنب بلدي» أمس، إنه لا صحة لما يشاع حول ذلك.
وجاء نفي المعارضة، ردا على ما نقلته تقارير إعلامية، عن أعضاء معارضين في الوفد، قولهم إن «ضغوطا أوروبية وأميركية مورست عليهم لتجميد مطلب رحيل الأسد، والقبول بتمثيل الحزب الكردي في المفاوضات».
وحول إمكانية التفاوض المباشر بين الوفدين، لم يشر العريضي إلى ذلك، مؤكدا أن اليوم الاثنين سيعرف خلاله أجندة الأيام المقبلة.
وانتهت المرحلة الأولى من هذه الجولة دون تحقيق ديمستورا لهدفه بإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين ومناقشة الدستور بينهما.
واكتفى سابقا بالتنقل بين غرفتي الوفدين، وتقديم وثيقة مبادئ أساسية جديدة خضعت لتعديلات عن الوثيقة السابقة التي قدمها خلال الجولات الماضية تحت عنوان «اللاورقة».
وتواجه مشاركة الميليشيات الكردية التي تسيطر على قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، رفضا من المعارضة وأطراف دولية مختلفة، وخاصة تركيا. كما لم يعترف النظام خلال مشاركته في مفاوضات الحل السلمي في سورية، بوجود الكرد ككيان سياسي منفصل ومستقل.