استؤنفت مفاوضات الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية في جنيف وسط حال من المراوحة دون تطور يذكر بعد فشل المبعوث الأممي ستافان ديمستورا في جمع وفدي النظام والمعارضة في مفاوضات مباشرة كما أعلن سابقا.
وشهدت الجلسات التي جمعت ديمستورا بوفد المعارضة توترا شديدا، حيث نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر وصفتها بأنها «واسعة الاطلاع» على المفاوضات، أن المبعوث الأممي طلب من وفد المعارضة أن تكون «واقعية»، معتبرا أنها فقدت الدعم الدولي.
وبحسب تلك المصادر، فإن اجتماع أول من امس بين ديمستورا والمعارضة كان سيئا بالنسبة للأخيرة، حيث اتهمته بالتحامل عليها.
وأضافت أن المبعوث الدولي اعتبر أن المعارضة «فقدت دعمها الدولي»، مطالبا إياها الخوض بشكل جدي بمباحثات السلة الثانية المتعلقة بالدستور، محذرا أنها في حال فشلت في تحقيق تقدم في سلة الدستور سيكون مؤتمر الشعوب الذي تعتزم موسكو عقده في سوتشي مطلع العام المقبل بديلا لمفاوضات جنيف، وهدد بأن المعارضة «ستتلاشى وتضيع هناك».
ولفتت المصادر ذاتها الى أن ديمستورا أيضا اعتبر أن «المعارضة تحلل القرار الدولي 2254، وبيان جنيف 1 (2012) بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي».
وقد أفادت تقارير إعلامية بوقوع مشادة حادة بين ديمستورا ووفد المعارضة برئاسة نصر الحريري، بعدما رفض المبعوث الدولي طرح الانتقال السياسي. وأبلغ المعارضة أن تغيير النظام يكون عبر الدستور أو الانتخابات، كما أبلغ ديمستورا المعارضة رفض وفد النظام الجلوس في مفاوضات مباشرة، وهو ما أخذته العارضة على ديمستورا كونه لم يمارس أي ضغوط تذكر على وفد النظام برئاسة بشار الجعفري، خاصة أن مطلب المفاوضات المباشرة هو مقترحه هو وأعلنت المعارضة الموافقة عليه.
من جهته، أكد أحمد رمضان، أحد متحدثي وفد المعارضة، أن وفد النظام السوري رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وأنه وضع شروطا مسبقة للمفاوضات.
وفي تصريح لـ «الأناضول» من جنيف، قال رمضان «استؤنفت الجولة الثانية من جنيف 8 إثر عودة وفد النظام الذي كان من المفترض أن لديه إجابات عما طلب منه في المرحلة الأولى» التي جرت قبل أسبوعين.
وأضاف «النظام يعتمد سياسة الرفض ووضع الشروط المسبقة. النظام رفض المفاوضات المباشرة، وهذه رسالة مباشرة للأمم المتحدة بأنه لا يريد مفاوضات جدية.
واستطرد قائلا «النظام يريد فقط الإبقاء على المحادثات الثنائية عبر الأمم المتحدة، وليس المفاوضات المباشرة».
وتابع أن وفد النظام «رفض أيضا الإجابة عن النقاط الـ 12 المطروحة عليه من قبل المبعوث الخاص، كما رفض الدخول في مناقشة السلال الأربع (الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، ومكافحة الإرهاب)، وبالتالي كان موقفه الرفض المطلق للعملية السياسية تقريبا».
وبناء على موقف النظام، أكدت المعارضة لديمستورا حسب رمضان، أنه «لا يمكن المضي إلى ما لا نهاية في محادثات ثنائية، دون الدخول في المفاوضات المباشرة، ودون الحديث عن عملية الانتقال السياسي بين طرفنا والوفد المقابل».
وشدد على أن «الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة، لاتخاذ الخطوة فيما يتعلق في المفاوضات، والمعارضة من طرفها ستجري المشاورات الكاملة للخطوات التالية، وعلى الأمم المتحدة أن تعيد النظر في تقييم وتقدير الموقف، لتحديد رؤيتها لسلوك النظام».
وردا على سؤال حول مطلب النظام من المفاوضات، رأى رمضان أن «النظام يقول انه يريد مناقشة السلة الرابعة فقط، وهي الأمن والإرهاب، وهذا يعني عودة المفاوضات للنقطة صفر».
وفي بيان صدر لاحقا عن المكتب الإعلامي لهيئة التفاوض التابعة للمعارضة، أكدت المعارضة «استعدادها للجلوس مع وفد النظام، صباح اليوم أو ظهره أو في أي وقت آخر يأتي فيه النظام لطاولة المفاوضات، للخوض في مفاوضات شاقة بسبب تباين الأهداف، ودون وجود شروط مسبقة».
وأشارت إلى أن هدفها هو «انتقال يجعل سورية آمنة لأهلها كي يعودوا لوطنهم».
من جهة أخرى، جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس موقف بلاده الرافض لبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة.
واضاف في لقاء مع قناة «ان تي في» التركية انه «رغم دعم أنقرة لعملية الانتقال السياسي في سورية فان الحكومة المؤقتة بوجود الأسد لن تكون قادرة على اجراء انتخابات بالمعنى الحقيقي».
وأكد رفض تركيا مجددا لمشاركة القوات الكردية السورية في مؤتمر الشعوب السورية في سوتشي والمقرر عقدة في روسيا في المرحلة المقبلة، موضحا ان بلاده ليست ضد الشعب الكردي بل تعارض الجماعات «الارهابية» التي تمثل مجموعة صغيرة من الأكراد.
واشار الى تسليم تركيا السلطات الروسية قائمة بأسماء الجماعات الكردية الأخرى في سورية، مؤكدا أن أنقرة ستتخذ القرار المناسب للقضاء على التهديد الذي تشكله القوات الكردية السورية.