توقفت المواجهة على الأرض وفي السماء، ولكنها لم تتوقف ديبلوماسيا رغم مرور أيام على الاشتباك الذي كاد ينزلق إلى حرب واسعة بين النظام السوري وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
اذ وبعد التهديدات الإسرائيلية بتكرار الغارات الجوية والقصف رغم اسقاط احدى طائراتها، قالت الحكومة السورية أمس إن إسرائيل ستواجه «مفاجآت أكثر» في أي هجمات مستقبلية على الأراضي السورية.
وقال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري «ثقوا تماما أن المعتدي سيفاجأ كثيرا لأنه ظن أن هذه الحرب، حرب الاستنزاف التي تتعرض لها سورية لسنوات، قد جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداءات».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في دمشق «إن شاء الله سيرون مفاجآت أكثر كلما حاولوا الاعتداء على سورية».
وعلى الصعيد السياسي، أكد سوسان التزام النظام «بما تم التصويت عليه في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي فقط» ولا علاقة لها بكل ما يخرج عما تم التصويت عليه في المؤتمر.
وبين سوسان في مؤتمر صحافي عقده في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين أنه فيما يتعلق بتشكيل «لجنة مناقشة الدستور» التي حدد بيان سوتشي مهامها وولايتها وعدد أعضائها على أن يكونوا حكما من المشاركين في سوتشي فإن موقف سورية واضح فهي «غير معنية بأي لجان ليست (سورية سورية) تشكيلا ورئاسة وحوارا ولا علاقة لها بها».
ويبدو الموقف الجديد رفضا من قبل النظام للمساعي التي تقودها الأمم المتحدة لتشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور. اذ كان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان ديمستورا أعلن من مؤتمر سوتشي نفسه، أنه سيحدد المعايير الخاصة بأعضاء اللجنة وسيختار نحو 50 شخصا من الحكومة والمعارضة وجماعات مستقلة.
وقال سوسان إن ديمستورا يلعب دور ميسر الأعمال وليس الوسيط، كما أنه «ليس بديلا لأطراف أخرى».
ومثلما هي حال الاطراف المتصارعة ميدانيا، يزداد التوتر بين اللاعبين الاساسيين الداعم كل منهما لأحد الأطراف. فقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة، بالتخطيط للبقاء في سورية لمدة طويلة وربما للأبد.
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي نقلته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية بعد محادثاته مع نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز، أنه «بشكل عام نحن نشك، على أساس بعض العلامات، في أن الولايات المتحدة تريد البقاء في سورية لمدة طويلة وربما للأبد».
وأضاف وزير الخارجية الروسي.. قائلا «إن الأميركيين، من وجهة نظري، يحاولون التصرف بخطوات أحادية خطيرة، وهذه الخطوات تبدو كجزء من مسار تأسيس شبه دولة على جزء كبير من الأراضي السورية بداية من الضفة الشرقية لنهر الفرات وحتى الحدود العراقية، وهذا من شأنه تقويض السلامة الإقليمية ووحدة الأراضي السورية».