- قذائف تسقط على أحياء بدمشق تقتل وتصيب 15
أعربت الأمم المتحدة عن عجزها عن وصف المأساة التي يعيشها المدنيون المحاصرون في الغوطة الشرقية ودعت إلى الوقف الفوري للعملية العسكرية الأعنف منذ سنوات.
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان مقتضب أمس، أنه ليس هناك من كلمات يمكنها ان تنصف الأطفال القتلى في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق. وجاء البيان، على ورقة بيضاء فارغة تحمل عنوان «خسائر بشرية ضخمة» ما يدل على ما تشعر المنظمة من أسى تجاه الأوضاع المأساوية في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ العام 2013.
ونقل البيان جملة واحدة عن خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة يقول فيها انه: «ليست هناك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم».
من ناحيته، قال ستافان ديمستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية إن تصعيد القصف على الغوطة قد يحولها إلى «حلب ثانية»، في إشارة إلى التصعيد الروسي والسوري الكبير الذي تعرضت له المدينة عام 2016 لعدة أسفر عن مقتل واصابة المئات وانتهى بإفراغ مناطق المعارضة من سكانها.
وقال ديميستورا لـ «رويترز» عندما سئل عن التعليق على الوضع هناك: «يهدد ذلك بأن تصبح حلبا ثانية. ونحن تعلمنا، كما أرجو، دروسا من ذلك». ويأتي ذلك بعد أكثر الأيام دموية في الغوطة الشرقية، نتيجة القصف المكثف لقوات النظام والذي استمر بوتيرة أعنف أمس وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتسبب القصف الجوي والمدفعي «الهستيري» كما وصفه المرصد، بمقتل وإصابة أكثر من ألف مدني منهم نحو 200 قتيل خلال أقل من يومين، في تصعيد اعتبرت الأمم المتحدة أنه «يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة»، داعية إلى وقف فوري له. وتقصف قوات النظام منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ والبراميل المتفجرة، مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
وأضاف المرصد أن أعداد الخسائر البشرية في الغوطة، ارتفع بشكل مرعب، نتيجة استمرار «الهجوم الجنوني» لقوات النظام، التي تمهد لعملية عسكرية عنيفة ضد الغوطة المحاصرة، بهدف فرض سيطرتها على المنطقة.
وعزا ارتفاع عدد الضحايا إلى جانب القصف العنيف، لمفارقة مزيد من المصابين للحياة متأثرين بجراحهم بسبب عجز المستشفيات الميدانية عن استيعابهم، وكذلك، الى العدد الكبير من المفقودين تحت الأنقاض. ووثق مقتل 194 بينهم 52 طفلا و29 سيدة. كما تسبب بإصابة أكثر من 850 مدنيا بجروح متفاوتة الخطورة، خلال أقل من 40 ساعة من القصف الجنوني المكثف بمئات البراميل المتفجرة والصواريخ والغارات والقذائف الصاروخية والمدفعية.
من جهة أخرى، تصدى جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية لمحاولة تقدم قامت بها قوات النظام السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما، التي طالتها غارات كثيفة بحسب المرصد.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها الثلاثاء أن الضربات التي تنفذها وحدات الجيش هي «تمهيد لعملية الغوطة الموسعة التي قد تبدأ بريا في أي لحظة».
وتقوم العائلات المحاصرة، بالبحث تحت الغارات والقذائف، عن أفرادها تحت الركام وفي المستشفيات التي اكتظت بجثث القتلى وبالمصابين وبينهم عدد كبير من الأطفال.
وحذرت الأمم المتحدة من أن «الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة».
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس في بيان: «لابد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، الآن»، مشددا على ان «استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية يجب ان يتوقف حالا».
في المقابل، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بمقتل 4 أشخاص وإصابة 15 بسقوط قذائف عدة على أحياء متفرقة في دمشق.