- آلاف المدنيين يبيتون في العراء تحت القصف في الغوطة والنظام ينفذ أول الغارات على درعا
بعد نحو اسبوعين من فشل تطبيق القرار 2401 بشأن سورية، طرحت الولايات المتحدة مشروع قرار جديد يدعو لوقف إطلاق النار. وقالت رويترز إن المشروع الأميركي يدعو مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار 30 يوما يركز على الغوطة الشرقية ودمشق.
وانتقدت المندوبة الأميركية نيكي هايلي نكوص روسيا عن تعهداتها وموافقتها على القرار الأول وقالت إن موسكو أصبحت أداة بيد الأسد وإيران. وقالت ان مشروع القرار الجديد لا يحوي ثغرات تسمح للأسد وإيران والروس التحجج بها. وأكدت ان القرار يبدأ سريانه فور إعلانه. وهددت النظام السوري بان واشنطن ستتحرك من جديد في سورية إذا تعين عليها ذلك.
من جهته، قال مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي «ما زلنا نشهد غيابا تاما لتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة.. ونطالب الحكومة السورية بالسماح للمنظمات المعنية بإجلاء المرضى والجرحى من الغوطة». وأضاف ان «الأمم المتحدة تعجز عن إيصال المساعدات بسبب استمرار القصف الجوي». وكان السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر قال قبل الجلسة الطارئة أمس، ان فرنسا طلبت من روسيا العمل على «وقف اراقة الدماء» وأضاف في تصريح صحافي «بإمكان روسيا وقف اراقة الدماء» مضيفا «نعلم ان روسيا استنادا الى نفوذها لدى النظام ولمشاركتها في العمليات، قادرة على اقناع النظام عبر ممارسة كل الضغوط اللازمة لوقف هذا الهجوم البري والجوي» على الغوطة الشرقية.
وقبل هذه التطورات كانت المعارضة السورية أعلنت التوصل لاتفاق مع روسيا على إجلاء المرضى المحاصرين في الغوطة الشرقية، في وقت وسع النظام عملياته من ريف دمشق إلى درعا التي تعرضت لعدة غارات جوية لأول مرة منذ بدء اتفاقات خفض التصعيد التي رعتها موسكو قبل نحو ثمانية أشهر. وقالت الهيئة السياسية في جيش الإسلام، إنها توصلت لاتفاق مع الروس بوساطة الأمم المتحدة لعملية إجلاء المصابين في الغوطة على دفعات للعلاج خارجها نظرا للحصار ومنع إدخال الأدوية منذ ست سنوات واستهداف المشافي والنقاط الطبية. وقدرت المنظمة الدولية وجود نحو ألف حالة حرجة بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي. وأكدت الهيئة في بيان أن جيش الإسلام لايزال مستمرا في التواصل مع الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية، ونفت «الشائعات التي تروج عن غير ذلك وأنها تصب في الحرب النفسية التي يشنها العدو». أعلن جيش الإسلام تمسكه بالدفاع عن الغوطة الشرقية ورفض أي إملاء يحقق أهداف العدوان الثلاثي الغاشم.وأفاد البيان بأن «هذا الاتفاق يأتي في إطار القرارات الأممية، لا سيما القرارين 2254، و2401». ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسية للأنباء عن رئيس ما يسمى مركز المصالحة الروسي في سورية الجنرال يوري يفتوشنكو القول ان المباحثات تتعلق بسبل إجلاء المرضى والمسلحين الجرحى والمدنيين من المنطقة.
ميدانيا، قال المجلس المحلي بمدينة دوما كبرى مدن الغوطة، تواجه وضعا كارثيا مع تحولها لملاذ لآلاف الفارين أمام تقدم قوات النظام الأخير. وأضاف المجلس الذي تديره المعارضة أن آلاف الأسر تمكث الآن في العراء بالشوارع والحدائق العامة بعد امتلاء الأقبية والملاجئ بالفعل بما يفوق طاقتها، حيث يتعرضون لخطر القصف والغارات الجوية المكثفة. وقال في بيان «بعد أكثر من عشرين يوما على الحملة الهمجية والإبادة الجماعية في الغوطة الشرقية، مما أدى إلى تردي الوضع الإنساني والغذائي إلى مستوى كارثي، إننا في المجلس المحلي لمدينة دوما نوجه نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية عامة لرفع المعاناة عن الأهالي في مدينة دوما».
وفيما تتفاقم معناة المدنيين في الغوطة، يبدو أن الدور حان على درعا كما سبق وهددت القاعدة الجوية الروسية في حميميم. وقال مقاتلو المعارضة وسكان إن طائرات سورية قصفت البلدات المعارضة في محافظة درعا لأول مرة منذ رعاية الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي لاتفاق يعتبرها «منطقة عدم تصعيد». وقال مسؤولان من المعارضة لرويترز إن ثماني ضربات جوية على الأقل نفذت على مناطق ريفية في محافظة درعا هي بصر الحرير والحراك والغارية الغربية والصورة.