شهدت بلدات ومدن الغوطة الشرقية أمس، حالة هدوء حذرة مع توقف أصوات القصف الجوي والمدفعي، وسط ترقب آلاف المدنيين المحاصرين في بضع بلدات لما ستؤول إليه الساعات القليلة القادمة مع الحديث عن هدنة برعاية الأمم المتحدة، بعد أشهر من القصف والموت المستمر ضمن حملة إبادة جماعية شاملة تقودها روسيا والنظام.
وكان وائل علوان المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن أكد في تصريحات لشبكة «شام» الإخبارية أن هناك تواصلا مع الأمم المتحدة أكد فيه فيلق الرحمن على ضرورة قيام الأمم المتحدة بواجبها بحماية المدنيين وتنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى الغوطة الشرقية.
وما زالت بلدات الغوطة الشرقية تأوي أكثر من 300 ألف مدني محاصرين في الأقبية وسط أوضاع إنسانية بالغة في الصعوبة. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام باتت تسيطر على 83% من مساحة الغوطة الشرقية، وأوضح أن آلاف المدنيين خرجوا أمس أيضا من الجيب الجنوبي الغربي من الغوطة.
وقال المرصد إن اتفاق الهدنة المرتقب يتضمن إخراج مقاتلي فيلق الرحمن إلى الشمال السوري، من المناطق التي يسيطر عليها في كل من عربين وزملكا وعين ترما وأجزاء من حي جوبر الدمشقي.
لكن علوان أكد لرويترز انه تفاوض مع وفد من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة. ونفى التفاوض على «الخروج» من الغوطة.
إلى ذلك، قالت مواقع معارضة، إن فصائل القلمون الشرقي بدأت عملا عسكريا ضد قوات النظام في المنطقة، تزامنا مع تجهيزات أميركية لفصائل «الجيش الحر» في البادية.
ونقلت مصادر عسكرية لـ «عنب بلدي» أن المعركة انطلقت تحت اسم «الشهيدة سعاد كياري» أمس إلا أنها لم تذكر تفاصيل حول حجم المعارك أو نتائجها.
بينما ذكرت شبكة «البادية 24» التي تنقل أخبار المنطقة، ان الفصائل في القلمون أحرزت تقدما على محور المحسا - القريتين، التي ينتشر فيها عناصر «حزب الله»، والتي تعتبر منطقة «استراتيجية» بالنسبة لقوات النظام والميليشيات المساندة له.
وأشارت الشبكة وناشطون إلى إسقاط طائرة حربية من طراز «سوخوي 24»، لافتة إلى أن «جيش تحرير الشام» أطلق المعركة «للتخفيف عن الغوطة الشرقية»، التي تشهد حملة عسكرية وجوية واسعة من قبل قوات الأسد منذ أسابيع.
وأكد قائد عسكري في الجيش السوري الحر اسقاط الطائرة في منطقة القلمون الشرقي. لكنه قال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن طائرة من نوع ميغ 23 سقطت بعد اقلاعها من مطار الناصرية العسكري قرب المعمل الصيني في منطقة القلمون شمال شرق منطقة دوما، بعد اندلاع حريق في الطائرة في الطائرة.
وقالت مصادر في الجيش السوري الحر لـ (د.ب.أ) إن «جيش تحرير الشام أطلق معركة «الشهيدة سعاد الكياري» ضد القوات النظام الحكومية في منطقة القلمون الشرقي».
وأضافت أن «مقاتلي جيش تحرير الشام سيطر على عدة نقاط في منطقة المحسا بمنطقة القلمون الشرقي واغتنام دبابة من طراز T72 وأسلحة وذخائر».