بعد نحو 11 عاما، اعترف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى بمسؤوليته عن تدمير ما كان يعرف بمفاعل الكبر النووي الذي كان قيد الإنشاء قرب دير الزور.
ونشر الجيش الإسرائيلي تفاصيل الغارة التي سميت بـ «عملية البستان» وشنت عام 2007، في إعلان وصفه وزير المخابرات الإسرائيلي بأنه بمنزلة تحذير لإيران.
وتشمل المواد التي رفعت إسرائيل السرية عنها ووزعتها على وسائل الإعلام لقطات لصور من القصف وشريط فيديو لقائد العملية في حينه الجنرال غادي ايزنكوت يكشف فيه تفاصيل حول الهجوم وصورا لبيانات سرية عن الموقع جمعتها استخبارات الجيش.
وقال الجيش في بيان أمس، إنه في ليل الخامس من سبتمبر 2007، بدأت العملية في الساعة العاشرة والنصف ليلا بالتوقيت المحلي، حين أغارت أربع طائرات أف-16 و4 طائرات اف-15 على الموقع واستمر القصف اربع ساعات كاملة. وأضاف «نجحت مقاتلاتنا في تدمير مفاعل نووي سوري في مراحل التطوير وعادت الى قواعدها سالمة».
وقالت الوثائق «إن الطائرات انطلقت من قاعدتي حاتسريم ورامون في النقب في جنوب البلاد وحلقت في بداية الأمر على ارتفاع منخفض غربا ثم شمالا قرب قبرص ومن ثم اتجهت إلى المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، حيث حلقت على ارتفاع عال ولدى اقترابها من المفاعل أسقطت عليه قنابل بوزن 17 طنا». وأضاف الجيش ان «المفاعل كان قريبا من الاكتمال. ونجحت العملية في إزالة تهديد وجودي ناشئ لإسرائيل والمنطقة بأكملها من القدرات النووية السورية».
وقالت الإذاعة الإسرائيلية «إن القرار اتخذ في بيت رئيس الوزراء الاسبق ايهود اولمرت بمشاركة مسؤولين اثنين».
وفي شريط الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي واطلعت عليه وكالة فرانس برس تظهر لقطات مشوشة للضربة الجوية مبنى يتم تحديده هدفا للغارة قبل ان يتم قصفه وتدميره.
وقالت الولايات المتحدة حينها، ان القاعدة كانت تضم مفاعلا نوويا يبنيه النظام سرا بمساعدة من كوريا الشمالية، وهو ما نفته دمشق مؤكدة ان المنشأة المستهدفة ليست سوى قاعدة عسكرية مهجورة.
وأثار إعلان الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة على موقع الكبر علامات استفهام حول ما اذا كانت إسرائيل تريد من وراء هذه الخطوة توجيه تحذير الى إيران ومنشآتها النووية.
وبالفعل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان ان الغارة بمنزلة رسالة الى «أعداء» إسرائيل.
وكان وزير الاستخبارات إسرائيل كاتس أكثر وضوحا، فأشار الى إيران بالاسم قائلا في تغريدة، «القرار الشجاع للحكومة الإسرائيلية قبل 11 عاما تقريبا بتدمير المفاعل النووي في سورية والعملية الناجحة التي تلته توجهان رسالة واضحة: إسرائيل لن تسمح أبدا بحيازة دول تهدد وجودها مثل إيران، السلاح النووي».
وفي 1981، دمر سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل تموز النووي في العراق على الرغم من معارضة واشنطن لتلك الخطوة في حينه.