تشكل عملية إخراج ما تبقى من فصائل المعارضة السورية من الغوطة الشرقية التي سيطر النظام على اثرها بشكل كامل على آخر معقل للمعارضة قرب دمشق واحدة من سلسلة عمليات مشابهة جرت خلال النزاع المستمر منذ سبع سنوات.
راهن النظام السوري في عدد من المناطق على الحصار المميت لإجبار المعارضة على ما يسميه «مصالحة» أدت الى تهجير آلاف المدنيين اضافة الى مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم مقابل وقف القصف وعمليات الحصار.
وفي نوفمبر 2017، اعتبرت منظمة العفو الدولية في تقرير حمل عنوان «الرحيل او الموت»، أن إرغام السكان على الرحيل بموجب هذه الاتفاقات يرقى الى «جريمة ضد الانسانية».
فيما يلي أبرز عمليات الإجلاء التي تمت:
حمص
في مايو 2014، وافق مقاتلو الفصائل المعارضة على مغادرة معقلهم في البلدة القديمة في حمص، ثالث اكبر المدن السورية التي كانت توصف بـ «عاصمة الثورة»، بعد حصار استمر عامين وبعدما أدى القصف والمعارك الى دمار كبير في المنطقة.
وكان هذا الاتفاق الاول من نوعه بين النظام ومقاتلي المعارضة منذ بداية النزاع في مارس 2011، وتم التفاوض عليه بين الأمم المتحدة والحكومة السورية.
وبين منتصف مارس ومايو 2017، خرج الآلاف من حي الوعر، آخر مناطق سيطرة المعارضة في حمص، ما أفسح المجال لقوات النظام لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
داريا ومعضمية الشام
في اغسطس 2016، غادرت فصائل المعارضة داريا في محافظة دمشق بموجب اتفاق أنهى أربعة أعوام من القصف والحصار الذي فرضه النظام على المدينة. وتم نقل مقاتلي المعارضة وعائلاتهم إلى محافظة ادلب. وانتقد مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان ديمستورا حينها «استراتيجية» التهجير القسري للسكان.
حلب
بعد حصار خانق وقصف مكثف بالبراميل المتفجرة والصواريخ والغارات الجوية التي أثارت ردود فعل دولية غاضبة ودمرت شرق المدينة، سيطر جيش النظام في ديسمبر 2016 بالكامل على مدينة حلب، ثاني اكبر المدن السورية.
وجاء الإعلان بعدما تم تهجير عشرات الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة بموجب اتفاق رعته كل من ايران وروسيا وتركيا.
وفي 2017، قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن اتفاق حلب كان «جريمة حرب تتمثل بالتهجير القسري للمدنيين».
وادي بردى
في يناير 2017، سمح اتفاق جديد بين النظام والفصائل المعارضة لحوالي 700 مقاتل و1400 مدني بمغادرة منطقة وادي بردى، خزان المياه المغذي لدمشق، باتجاه محافظة إدلب مقابل رفع الحصار عنها. وجاء الاتفاق بعدما حاول النظام منذ ديسمبر 2016 بدعم من عناصر حزب الله اللبناني المدعوم من ايران السيطرة على المنطقة الواقعة شمال غرب دمشق.
مضايا، الزبداني، الفوعة، كفريا
في ابريل 2017، تم إجلاء حوالي 11 ألف مدني ومقاتل من أربع بلدات محاصرة بموجب اتفاق رعته كل من ايران وقطر.
وشملت عملية الاجلاء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية واللتان كانتا تحاصرهما فصائل المعارضة في ادلب من جهة، ومضايا والزبداني اللتان كانتا تخضعان لسيطرة فصائل المعارضة من جهة أخرى.
وكانت هذه البلدات شهدت في وقت سابق عمليات اجلاء للمرضى والمصابين وتوصيل للمساعدات.
برزة والقابون
في مايو 2017، أبرم النظام اتفاق «مصالحة» لأحياء برزة والقابون وتشرين الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق. وخرج بموجبه آلاف المدنيين والمقاتلين متجهين نحو ادلب ما سمح للنظام بالسيطرة على الأحياء الثلاثة بشكل كامل.
الغوطة الشرقية
بعد عملية عسكرية قاسية استمرت لأسابيع بدعم من ايران وروسيا، بدأ النظام وحليفته روسيا بإبرام اتفاقات إجلاء لتهجير فصائل المعارضة من الغوطة الشرقية بعد حصار خانق استمر 4 سنوات. وقد اعلن السيطرة الكاملة عليها أمس الأول بعد انتهاء عملية التهجير.