- بدء عملية خروج مقاتلي جيش الإسلام من الضمير بريف دمشق
بعد أسبوع من المواجهات الديبلوماسية الفاشلة حول سورية، يتوجه سفراء الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة الى مزرعة بجنوب السويد للقيام «بخلوة» لمحاولة كسر الجمود حول وسائل إنهاء الحرب.
وستشارك سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي ونظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في هذه «الخلوة» اليوم وغدا وبعد غد في مزرعة بجنوب السويد.
وتأتي هذه «الخلوة» التي ستستمر ثلاثة أيام وسط انقسامات حادة في مجلس الأمن حول الهجوم الكيماوي في دوما.
وعقد مجلس الأمن خمسة اجتماعات حول سورية الأسبوع الماضي بما في ذلك الثلاثاء عندما استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» للمرة 12 لصالح النظام وضد مشروع قرار ينص على فتح تحقيق في الهجوم وإجراءين آخرين.
ودفعت المواجهة الأميركية ـ الروسية غوتيريس إلى التحذير من ان الحرب الباردة «عادت مع انتقام». وردا على سؤال عما اذا كان يتوقع لحظات صعبة في السويد، قال السفير الروسي «سنرى كيف يشعرون بشأن التعامل معي بعد كل ما حصل».
وقال مساعد سفير السويد في الأمم المتحدة كارل سكاو لصحافيين «ليس جديدا على احد القول ان مجلس الأمن الدولي منقسم حول سورية».
وأضاف ان هدف «الخلوة» هو«احياء حوار» و«إنعاش حراك.. بتواضع وصبر».
واكد الديبلوماسي الذي تشغل بلاده مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي ان هذا مهم لمصداقية مجلس الأمن، وسيقيم أعضاء المجلس في السويد في باكاكرا المقر الصيفي لداغ هامرشولد الذي كان ثاني أمين عام للأمم المتحدة ولقي مصرعه في حادث تحطم طائرة كانت تقله في افريقيا في ظروف لم تكشف بعد.
المفتشون الكيماويون ينتظرون
وفيما تبقى معضلة دخول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دوما بانتظار الحل بعد تعليق مهمتهم إثر تعرضهم لإطلاق نار لدى محاولتهم دخول دوما، أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن فريقا من خبراء المنظمة الدولية يناقش مع النظام وروسيا، ترتيبات امنية تسمح بنشر خبراء الأسلحة الكيميائية للتحقيق في الهجوم.
وبعد أربعة أيام من وصولهم الى دمشق، لم يبدأ المحققون عملهم الميداني في دوما.
واتهمت موسكو مقاتلي المعارضة بإطلاق النار على وفد الأمم المتحدة رغم ان جيش النظام والشرطة الروسية سيطرا على المنطقة منذ نحو أسبوعين بعد اتفاق تم بموجبه إخراج جميع مقاتلي جيش الإسلام.
من جهتها، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، العثور على ما قالت انه حاويات كلور من ألمانيا وقنابل غاز مصنعة في سالزبوري البريطانية.
وأشارت المتحدثة أيضا إلى أنه «تم العثور على مختبر سري جديد لتحضير المواد السامة في المناطق التي غادرها المسلحون»، مشيرة إلى العثور كذلك على معمل لتصنيع الأسلحة ومصادرة طن ونصف من المواد المتفجرة و250 لغم.
في المقابل، قالت منظمة الدفاع المدني السورية المعروفة بـ«الخوذ البيضاء» انها سلمت وفد الأمم المتحدة أدلة تتعلق بالهجم الكيماوي، وأنها اطلعت الوفد على مواقع دفن ضحايا الهجوم الذين قدرتهم بعض التقارير بنحو 50 الى 70 شخصا.
وغير بعيد عن الغوطة وفي ريف دمشق ايضا، بدأ خروج مقاتلي فصيل جيش الإسلام المعارض وعائلاتهم من منطقة الضمير بالقلمون الشرقي بريف دمشق باتجاه جرابلس بريف حلب شمالي البلاد تنفيذا لاتفاق التهجير الجديد مع روسيا.
وقدرت مصادر من المعارضة والنظام ان عدد المهجرين نحو خمسة آلاف مدني بينهم 1500 مقاتل، فيما ستدخل وحدات من جيش النظام بعد خروجهم.
داعش إلى الجنوب
إلى ذلك، قتل 25 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم مفاجئ شنه تنظيم داعش على أطراف مدينة الميادين في شرق سورية بعد ستة أشهر من طرده منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد عن شن التنظيم «هجوما مفاجئا أمس الأول تمكن بموجبه من الوصول إلى أطراف مدينة الميادين، حيث خاض معارك عنيفة ضد قوات النظام»، مشيرا الى مقتل «25 عنصرا من قوات النظام وحلفائها مقابل 13 عنصرا من داعش». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «إنه الهجوم الأكبر للتنظيم منذ طرده من المدينة».
ونفى مصدر عسكري في محافظة دير الزور لوكالة فرانس برس «وقوع أي هجمات على مواقع الجيش على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات»، الذي يقسم محافظة دير الزور الى قسمين.
لكنه أشار الى أن «مواقع الجيش تتعرض لقصف متقطع من الضفة الشرقية حيث يتمركز داعش، ما يستدعي ردا بالأسلحة المناسبة».
وفي جنوب دمشق، يستعد الجيش السوري لشن عملية عسكرية أخرى، ضد داعش تمكنه من استعادة كامل محيط العاصمة، بعد سيطرته الكاملة على الغوطة الشرقية.
وتقصف قوات النظام، وفق المرصد، منذ أيام بشكل مكثف بالقذائف والصواريخ مواقع داعش في الأحياء الجنوبية، وبينها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين له.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة الوطن الموالية للنظام إنه تم إمهال مقاتلي داعش في هذه المنطقة 48 ساعة للموافقة على الخروج. وأضافت في حال رفضهم فإن الجيش والميليشيات الموالية «جاهزة لشن العملية العسكرية وإنهاء وجود التنظيم في المنطقة واستعادة السيطرة عليها».
وقال قائد في الميليشيات الموالية إن الجيش بدأ قصف جنوب دمشق منذ الثلاثاء استعدادا للهجوم.