أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية في الجنوب ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها في التصدي للهجوم الضخم الذي تشنه قوات النظام المدعومة من إيران وروسيا، في منطقة «خفض التصعيد» الذي تعتبر موسكو أحد ضامنيه.
وقالت نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة جماعات الجيش السوري الحر واطلعت «رويترز» عليها، قالت: إن واشنطن أوضحت «ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري».
وكانت الولايات المتحدة حذرت الرئيس بشار الأسد وحلفاءه الروس من «عواقب وخيمة» للانتهاكات بمنطقة «خفض التصعيد» التي رعتها بالمشاركة مع الأردن وروسيا، متعهدة باتخاذ «إجراءات حازمة وملائمة». وزادت هذه التصريحات القوية من آمال المعارضة في إمكانية التصدي العسكري لحملة النظام في الجنوب. لكن الرسالة الأميركية أبلغت مقاتلي المعارضة أن الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة العملية العسكرية بناء على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم. وأضافت الرسالة: «ندرك الظروف الصعبة التي تواجهونها ومازلنا ننصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على إجراء عسكري يمثل خرقا للمنطقة». وعلاوة على الرسالة الأميركية، انضمت روسيا الى حملة النظام بتأمين غطاء جوي لقواته، بعد أن أوحت سابقا بأنها لن تؤمن هذا الغطاء كما فعلت في جبهات أخرى. وقالت مصادر بالمعارضة إن طائرات عسكرية روسية نفذت أمس الأول وفجر أمس أكثر من 25 غارة على بلدة بصر الحرير شرقي درعا. ونقلت «رويترز» عن مصادر أن مركزين يتابعان تحركات الطائرات العسكرية سجلا ما لا يقل عن 20 هجوما على بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا. وقال مصدر: «رصدنا قيام 5 طائرات روسية بشن 25 غارة»، وأضاف أن الطائرات انطلقت من مطار حميميم الروسي في اللاذقية، في أول غطاء جوي توفره موسكو للنظام لاستعادة المنطقة. وقال قيادي ميداني في جماعة جيش أحرار العشائر المسلحة يدعى أبو أيهم، إن أفراد جماعته صامدون على الأرض «ما بيهمنا إذا في إسناد روسي أولا إحنا على الأرض ثابتين» بحسب ما نقلت عنه
رويترز. ومع انضمام الطيران الروسي الى قوات النظام والميليشيات الإيرانية، يتوقع أن ترتفع حركة النزوح الجماعي لمئات العائلات عن ريف درعا إلى السهول المحيطة والمناطق الأقل خطرا. من هؤلاء المدنيين من وصلت به رحلة النزوح إلى الحدود مع هضبة الجولان السورية المحتلة وآخرون إلى الحدود مع الأردن. وتحت أشعة الشمس الحارقة، تفترش عشرات العائلات التراب، لضعف إمكانياتهم، وعدم توافر خيام.
وبعد أيام من القصف العنيف، لم يجد الآلاف في قرى وبلدات ريف درعا الشرقي والشمالي خيارا أمامهم سوى الفرار، تركوا خلفهم منازلهم وتنقلوا في مناطق أكثر أمنا تحت سيطرة الفصائل المعارضة. ووجد بعضهم ملجأ في مخيم جديد للنازحين في قرية بريقة في جنوب محافظة القنيطرة برغم أنه يفتقر إلى أدنى الخدمات الأساسية. وقد أعلن الأردن عدم قدرته على استقبال موجة لجوء جديدة، وأن حدوده مع سورية أصبحت منطقة عسكرية.
وقالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، لوكالة فرانس برس ان «القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة». وأكدت غنيمات وهي ايضا المتحدثة الرسمية باسم الحكومة ان «على الجميع التعاون للتعامل مع اي موجة نزوح جديدة داخل الحدود السورية». وشددت ان «الأردن يجري اتصالات مكثفة مع واشنطن وموسكو للحفاظ على اتفاق خفض التصعيد في الجنوب».
ونقلت وكالة الأناضول عن «مصادر مطلعة» ان عمان أبلغت فصائل المعارضة المنتشرة قواتها في المناطق القريبة من الحدود مع المملكة بريف درعا، بأن أي تجمع قرب الحدود سيتم التعامل معه كتهديد لأمن الحدود، وطلبوا منهم إبلاغ السكان والمجالس المحلية بذلك.
وأوضحت المصادر، طلبت عدم نشر أسمائها، أن السلطات الأردنية طلبت الحفاظ على مسافة 6 كيلو مترات عن الحدود كمنطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها، وذلك يطبق أيضا على النازحين السوريين.