- «سانا» تتهم الفصائل بقصف السويداء
تتواصل المعارك العنيفة والقصف الجوي والصاروخي المكثف في منطقة خفض التصعيد الجنوبي، والتي اكتسبت زخما أكبر بعد انخراط الطيران الروسي لدعم قوات النظام، التي تسعى الى تقطيع أوصال مناطق سيطرة المعارضة وعزلها في جيوب عدة ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة جنوب البلاد.
ويتركز تصعيد النظام على جبهات اللجاة وبصر الحرير وناحتة بريف درعا الشرقي، حيث اصبحت معظم قرى ريفي درعا الشرقي والشمالي شبه خالية من سكانها الذين لجأوا الى البراري والحقول المجاورة لتجنب القصف.
ونقلت «رويترز» عن مصادر المعارضة أن مروحيات تابعة للنظام أسقطت براميل متفجرة على مدينة درعا، في توسيع لنطاق هجوم على منطقة خفض التصعيد في الجنوب.
وقالت المصادر ان الطائرات أسقطت مع البراميل المتفجرة، منشورات تقول إن الجيش قادم ومكتوب فيها «اطردوا الإرهابيين من مناطقكم كما فعلوا إخوانكم في الغوطة الشرقية».
وركزت المعارك على بلدة بصر الحرير سعيا لشطر المنطقة حتى شمال شرقي درعا لمحاصرة منطقة اللجاة التي تعتبر الاكثر وعورة وصعوبة.
من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام أن الجيش تقدم داخل بصر الحرير.
لكن «رويترز» نقلت عن المتحدث باسم غرفة عمليات مركزية لمقاتلين في المعارضة يحاربون تحت لواء الجيش السوري الحر، ان المقاتلين أحبطوا محاولات للتقدم.
وأعلنت غرفة العمليات المركزية في الجنوب عن تمكنها من إصابة طائرة حربية «ميغ 23» أثناء تنفيذها غارة جوية على بلدة بصر الحرير، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها ولكنها واصلت التحليق ولم تسقط.
كما أعلنت الغرفة أيضا عن «تمكن وحدات المشاة والإسناد الناري من محاصرة مجموعة من قوات النظام وإيران بالقرب من بلدة بصر الحرير وقتل وجرح عدد منهم وأيضا تدمير دبابة بعد استهدافها بصاروخ تاو، وتدمير مدفع عيار «57 ملم» بعد استهدافه بقذائف الهاون، كما صد الثوار محاولة تقدم عنيفة باتجاه البلدة، وإجبار المهاجمين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر كبير في العتاد والأرواح» بحسب ما نقلت شبكة «شام». وتبنت غرفة العمليات المركزية في الجنوب مقتل العقيد هيثم أحمد عبود أحد ضباط قوات النمر التي ارسلها النظام كرأس حلية، خلال المعارك على جبهات ريف درعا الشرقي.
وأعلن الدفاع المدني في محافظة درعا عن عجزه التام عن الوصول إلى المناطق التي تتعرض للقصف العنيف والمكثف نظرا لاستهداف القصف الجوي والمدفعي والصاروخي للمكان نفسه عدة مرات.
وأكد ناشطون تعرض أحياء درعا البلد أمس لقصف بأكثر من 60 صاروخ فيل تسبب بوقوع دمار كبير جدا في منازل المدنيين، كما ألقت المروحيات أكثر من 20 برميلا متفجرا. وشن الطيران الحربي الروسي غارات مستمرة ومكثفة على بلدات الصورة والمليحة الشرقية والحراك وعلما وناحتة وبصر الحرير في ريف درعا الشرقي، على ما أفاد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشبكة «شام».
ولم يسجل سقوط أي إصابات في صفوف المدنيين وذلك بسبب نزوح الغالبية العظمى منهم إلى السهول والمزارع المحيطة.
وتحدث المرصد عن اندلاع قتال ضار داخل بصر الحرير بين النظام والميليشيات الموالية له، وفصائل معارضة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه قوله ان «قوات النظام استهدفت احياء سيطرة المعارضة في المدينة بأكثر من 55 صاروخا من نوع أرض ـ أرض قصيرة المدى».
وأفادت «فرانس برس» عن توجه عشرات العائلات من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم الى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيرا على الأقدام وعلى متن دراجات نارية. وقال إن بعض العائلات لجأت الى خيم أو غرف صغيرة تم بناؤها بعد اندلاع النزاع في تلك الحقول، مشيرا الى حالة من الخوف والهلع جراء القصف العنيف.
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب في وقت اعلن الأردن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.
وفي المقابل، اتهمت وكالة الأنباء السورية (سانا) التنظيمات المسلحة بإطلاق قذائف صاروخية على الأحياء السكنية بمدينة السويداء.
وقالت إن عددا من القذائف الصاروخية سقطت في حي النهضة ومحيط الملعب البلدي ما تسبب بأضرار مادية.
وأشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش ردت على نقاط ومصادر إطلاق القذائف بالأسلحة المناسبة ما تسبب في تدمير تحصينات ومنصات إطلاق وإيقاع خسائر في صفوف المسلحين.