- المعارضة تتهم روسيا والنظام بحصار المناطق التي مازالت بيدها
حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الملف السوري معه الى موسكو أمس سعيا لاقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باخراج ايران من سورية.
وقبيل توجهه إلى العاصمة الروسية، استقبل نتنياهو في مكتبه مساء أمس الأول المبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين ألكساندر ليبرينتايف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، موقف نتنياهو الذي طرحه خلال أكثر من زيارة الى بوتين في الفترة الماضية وفحواه «أن إسرائيل لن تقبل بتموضع عسكري إيراني أو بتموضع قوات موالية لإيران في أي جزء من الأراضي السورية، كما سيوضح أنه يجب على سورية تطبيق اتفاقية فك الاشتباك من عام 1974 بحذافيرها».
وقد أبلغ نتنياهو بوتين أن تركيز إسرائيل «سيكون على ما يجري في سورية وإيران». وحذر من أنها «ستتصدى لأي محاولة لانتهاك أجوائها وحدودها البرية».
في المقابل، قال بوتين ان العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين روسيا وإسرائيل تتطور بشكل إيجابي.
وبالتزامن مع زيارة نتنياهو، تواجد في موسكو علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي حاملا منه رسالة الى بوتين. وأشاد «بالعلاقات الاستراتيجية» بين البلدين.
وانتقد ولايتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن تصرفاته «غير الجديرة بالثقة» جعلت علاقات طهران الوثيقة مع موسكو أكثر أهمية. ومن المقرر أن يلتقي ولايتي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعليقا على زيارة نتنياهو قال ولايتي: ان ذلك ليس له تأثير على «مهمتنا الاستراتيجية»، وأضاف: ان نتنياهو متسكع متنقل حول العالم.
وكتب زفي بارئيل، المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء توجه الى موسكو «كقائد كتيبة وليس كرجل دولة، وبالتأكيد ليس كقائد لقوة إقليمية».
وقال: «في سورية، فإن هدف اسرائيل هو إخراج إيران، لكن ليس لدى إسرائيل طريقة عمل أخرى غير الضربات الجوية العشوائية- التي من غير المرجح أن تتسبب بمغادرة إيران وقد تؤدي إلى صراع عنيف».
ميدانيا، اتهمت المعارضة المسلحة في درعا، قوات النظام وروسيا بحصار مناطق يسيطرون عليها في المحافظة لمنع خروج من يرغب منهم نحو الشمال بموجب اتفاق مع موسكو.
وقال حسين أبو شيماء، الناطق الرسمي باسم «غرفة العمليات المركزية في درعا» إن هناك «مخاوف من أن يكون تأخير تطبيق بند تهجير المقاتلين والمدنيين المعارضين، سببه الرغبة في تضييق الخناق عليهم تمهيدا للتخلص منهم عبر اقتحام يرافقه اعتقالات».
وأوضح أبو شيماء في تصريح للأناضول أن «مدنا وبلدات يسيطرون عليها في درعا بات محاصرة، بعد سيطرة قوات النظام على معظم أجزاء الشريط الحدودي مع الأردن».
ولفت إلى أن روسيا والنظام السوري «لم يلتزما بالبنود المتفق عليها مع فصائل المعارضة مؤخرا، وأبرزها نشر الشرطة العسكرية الروسية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومنع أي وجود لقوات النظام على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وعمان».
ومن بين البنود التي لم تنفذ، بحسب أبو شيماء، «انسحاب قوات النظام من أربع مناطق بريف درعا الشرقي، كان قد سيطر عليها الأخير مؤخرا وإعادة النازحين إليها». وينتظر مسلحو المعارضة سماع رد الروس على مطالب قدموها خلال اجتماع أمس الأول ومن بينها العبور الآمن لمن يرغبون في المغادرة إلى الشمال.
وفي وقت لاحق، دخلت الشرطة الروسية إلى مدينة طفس بريف درعا بعد اتفاق التسوية الذي وقع أمس الأول.
وقال قيادي في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن وفدا مؤلفا من خمس عربات من الشرطة العسكرية الروسية دخل الى بلدة طفس، وعقد لقاءات مع الفعاليات الثورية والمدنية العاملة في المدينة حيث جرى تزويده بأرقام هاتفية للاتصال والتواصل مع اللجنة الروسية المسؤولة عن المصالحة في الريف الغربي في حال حدوث اي طارئ، وتفقد مستشفى طفس وعددا من شوارع المدينة قبل مغادرته.
وتوصلت القوات الروسية وقوى المعارضة امس الاول الى اتفاق تسوية في مدن وبلدات طفس ومزيريب واليادودة شمال وغرب مدينة درعا وبلدات كفر شمس وكفرناسج وعقربا والمال بالريف الشرقي يقضي بدخول القوات الروسية إليهم.
من جهة أخرى، دخلت قوات النظام والميليشيات المساندة لها المواجهات المباشرة ضد ما يسمى بـ «جيش خالد بن الوليد»، التابع لتنظيم داعش، في ريف درعا الغربي.
وأفاد موقع «عنب بلدي»، بأن دخول قوات النظام جاء بعد هجوم للتنظيم على مواقع سيطرة المعارضة في بلدة حيط، مشيرا إلى أن قوات الأسد استهدفت تجمعا للأخير في أثناء تقدمهم.
وأشار إلى تنسيق مشترك بين فصائل «الجيش الحر» العاملة في بلدة حيط وقوات الأسد ضد التنظيم، واصفا الأمر بأن «الطرفين في خندق واحد لأول مرة في درعا».
وذكرت وسائل إعلام النظام أن قواته سيطرت على مساكن جلين، وتتابع عملياتها باتجاه بلدة جلين في ريف درعا الغربي، فيما قصفت طائرات حربية روسية المنطقة.
واستهدف القصف منطقة حوض اليرموك على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل ويسيطر عليها التنظيم.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن الضربات الجوية تمثل أول هجمات روسية على منطقة حوض اليرموك خلال الحرب. وأضاف أن مقاتلي الجيش السوري الحر يحاربون داعش في الوقت نفسه. وتابع أن طائرات هليكوبتر حكومية أسقطت براميل متفجرة على المنطقة أيضا.