- «الصحة العالمية»: سوريون يموتون جراء الحر والمرض بالجنوب
أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، أن قواته أو «قوات شريكة له» ربما نفذت ضربات أمس الاول في منطقة سورية أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العشرات قتلوا فيها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 54 شخصا بينهم مقاتلون في تنظيم داعش و28 مدنيا لقوا حتفهم في الغارة.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل، شون رايان امس في رد بالبريد الإلكتروني على سؤال من رويترز: «ربما شن التحالف أو قوات شريكة لنا ضربات على محيط السوسة والباغوز فوقاني أمس الأول».
وأضاف أنه تم رفع التقرير المتعلق بسقوط ضحايا مدنيين إلى «خلية متابعة الضحايا المدنيين من أجل مزيد من التقييم». وتابع قائلا: «لا نملك معلومات أخرى حاليا».
واستهدفت الغارة الجوية أحد آخر جيوب تنظيم داعش في شرق سوريا. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، إن الغارة استهدفت «تجمعا لمدنيين» بالقرب من بلدة السوسة في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية.
ونفذ الطيران العراقي منذ أبريل العديد من الضربات الجوية داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود المشتركة بين البلدين، حيث سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة.
وأواخر 2017 أعلنت السلطات العراقية طرد تنظيم داعش من جميع المناطق المأهولة بالسكان في العراق، بينما تقتصر المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم على 3% من الأراضي السورية، بحسب المرصد.
وفي الأول من مايو أعلنت قوات سوريا الديموقراطية إطلاق المرحلة «النهائية» من هجومها على تنظيم داعش شرق البلاد، فيما اعتبر ممثل فرنسا في قيادة قوات التحالف الجنرال فريديريك باريزو امس الاول أن المتطرفين يمكن أن يهزموا بهذه المنطقة في غضون «بضعة أسابيع».
وتابع باريزو: «لايزال هناك جيبان، وفي غضون بضعة أسابيع أعتقد أنه يمكن القول إن داعش لن تسيطر على أي أراض في منطقة عملياتنا».
في غضون ذلك، تتهم فصائل المعارضة الجانب الروسي بعدم الضغط على النظام السوري لتنفيذ البنود التي يتوجب عليه تطبيقها فيما يخص انسحابه إلى الأماكن التي كان فيها قبل بدء الحملة العسكرية على درعا، إضافة الى ضمان أمن وسلامة سكان البلدات والمدن التي دخلت في اتفاقيات مع الجانب الروسي.
وبدخول قوات النظام درعا البلد ورفع العلم في الساحة العامة أمام مبنى البريد تتسع سيطرة النظام في المحافظة من بصرى الشام إلى مدينة نوى غربا، حيث قال التلفزيون السوري أمس الأول إن القوات الحكومية دخلت جنوب مدينة درعا الخاضعة للمعارضة ورفعت العلم الوطني فيها.
وقال التلفزيون إن الجيش رفع العلم قرب مكتب البريد، وهو المبنى الحكومي الوحيد في الجزء من المدينة الذي كانت تسيطر عليه المعارضة منذ 2011.
وجاء دخول النظام درعا البلد وطفس بعد اتفاق روسي مع الفصائل مشابها للذي عقد في عدد من المناطق الأخرى من المحافظة.
هذا الاتفاق يقضي بتسليم الفصائل سلاحها وتسوية أوضاع المقاتلين الموافقين على الاتفاق وخروج الرافضين له. أما البنود الواجب على النظام تنفيذها فسرعان ما تنكث بعد دخول قواته تلك المناطق.
وسجل ناشطون قيام قوات النظام بتجاوزات عدة لما تم الاتفاق عليه مسبقا، كشنه حملة اعتقالات وتفتيش لمنازل المدنيين في بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي. إضافة الى استمرار تمركز قواته في غالبية بلدات ومدن حوران.
ولولا الضغوط الروسية لما انسحب النظام بشكل جزئي من بلدتي أم المياذن والنعيمة بريف درعا.
هذه التطورات في ملف اتفاقات درعا أو المصالحات كما يسميها النظام جعلت من مصير الريف الشمالي الشرقي معلقا بانتهاء المفاوضات بين فصائل تلك المناطق والوفد الروسي.
إلى ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية إلى إتاحة الفرصة للوصول إلى 210 آلاف نازح فروا من القتال في جنوب سورية وفي حاجة عاجلة للأدوية والخدمات الصحية، ومن بينهم مصابون يتعين إجلاؤهم.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية لقي ما لا يقل عن 15 سورية بينهم 12 طفلا حتفهم الأسبوع الماضي بسبب الجفاف وأمراض ناجمة عن تلوث المياه.
وقالت المنظمة إن 3 من 4 مستشفيات ومراكز صحية عامة في درعا والقنيطرة مغلقة أو لا تعمل بكامل طاقتها.
وأضافت: «نطالب جميع الأطراف بفتح الباب أمام المواطنين في جنوب سورية والسماح بوصول آمن للأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجونها وبمنح ممر آمن للمصابين بإصابات شديدة كي يصلوا إلى مستشفيات خارج المنطقة لإنقاذ حياتهم».