- مئات المدنيين والمقاتلين المخرجين من القنيطرة يصلون إدلب
واصلت قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة له تقدمها في جنوب غرب البلاد، وأصبحت أقرب إلى حدود اسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، بحسب ما اعلن التلفزيون السوري ومصادر معارضة.
واندلعت معارك عنيفة جدا بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في تل الجموع وسط غارات جوية من الطائرات الحربية السورية والروسية، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا على بلدة تسيل التي سقط فيها 3 قتلى وأيضا على تل الجموع وبلدات وقرى منطقة حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة داعش، بحسب شبكة «شام» الاخبارية.
وقتل 26 مدنيا في قصف جوي عنيف استهدف هذا الجيب أمس الأول، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي اكد ايضا ان القصف السوري والروسي تواصل أمس.
وأوضح المرصد من جهة ثانية ان معارك الأمس في هذه المنطقة أوقعت 13 قتيلا في صفوف القوات الموالية للنظام، بينهم ثمانية قتلوا في انفجار سيارة مفخخة.
بموازاة ذلك، دخلت قوات النظام قرى ممتنة ورسم الخوالد والزبيدة والمشيرفة رسم الحلبي ورسم الكرم، بعد التوصل الى اتفاق بين فصائل المعارضة في القتيطرة والجانب الروسي على تسليم تلك المناطق للنظام مقابل وقف الهجوم العنيف الذي يشنه بدعم من روسيا.
وبذلك أحكم جيش النظام سيطرته على سلسلة مرتفعات مهمة تطل على الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان.
وينص الاتفاق على السماح بالعبور الآمن للمقاتلين والمدنيين الرافضين للتسوية، كما يمنح من يختارون البقاء ضمانات روسية بعدم حدوث تعديات من جانب الجيش السوري.
ويسمح هذا الاتفاق أيضا بعودة وحدات الجيش السوري، التي كانت موجودة قبل تفجر الاحتجاجات ضد النظام عام 2011، قرب الشريط الحدودي مع الجولان، أو ما يسمى بخط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل، والذي تم التوصل إليه في 1974.
وفي السياق، دخلت حافلات لنقل «رافضي التسوية» من أهالي مدينة الصنمين وبلدة محجة إلى الشمال السوري، بالتزامن مع دخول عشرات الحافلات من معبر أم باطنة في محافظة القنيطرة لنقل الدفعة الثانية من المنطقة، علما أن الدفعة الأولى من مهجري القنيطرة وصلت أمس إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال.
وأشارت إسرائيل إلى أنها لن تعرقل وجود الجيش السوري في القنيطرة طالما ظل بعيدا عن المنطقة منزوعة السلاح.
وتوقع مصدر في المعارضة تنفيذ بقية مراحل الاتفاق الأخرى في الأيام المقبلة، ومن ذلك تسليم الأسلحة ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى بعض القرى، بحسب رويترز.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن روسيا تمارس ضغوطا على الجيش السوري لتسهيل عودة الآلاف من النازحين الفارين من القصف العنيف، وإنها طالبت الأمم المتحدة بإرسال قوافل مساعدات منتظمة لتخفيف الأزمة الإنسانية الناتجة عن الهجوم الذي بدأه النظام الشهر الماضي بدعم روسي.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي كبير: إن موسكو، التي توصلت لتفاهمات مع إسرائيل والأردن أتاحت المجال للمضي في الهجوم، تسعى لتحقيق الاستقرار في منطقة الحدود لتثبت أن تدخلها في سورية يهدف الى التوصل لتسوية سياسية للحرب. وقد وصل مئات المقاتلين والمدنيين المهجرين من محافظة القنيطرة ودرعا، إلى الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سورية.
ووصلت إلى محافظة إدلب أمس، أول قافلة من مهجري القنيطرة. وقالت وكالة «الأناضول»: إن القافلة عبرت محافظة حماة ووصلت إدلب وتضم 40 حافلة على متنها 1500 شخص على الأقل، جرى نقلهم إلى مخيمات النازحين في إدلب.
ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «الدفعة الاولى نقلت 2800 شخص من مقاتلين ومدنيين».
واوضح ايضا ان المقاتلين كانوا يحملون رشاشات فردية وتناولوا طعاما قدم اليهم، قبل ان يستقل الجميع مع النساء والاطفال حافلات اخرى استأجرتها منظمة غير حكومية محلية لنقلهم الى مخيمات استقبال موقتة في محافظتي ادلب او حلب.