- إسرائيل تفعل نظام «مقلاع داود» الدفاعي على الحدود مع سورية
وجهت وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري أنظارها نحو محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة، بعد أن فرض سيطرته شبه التامة على الجنوب السوري.
ويحشد جيش النظام قواته والميليشيات الموالية له، على تخوم ادلب التي تؤوي اكثر من مليوني مدني اكثر من نصفهم من اللاجئين المهجرين من مناطق أخرى كالغوطة وشمال حمص ودرعا والقنيطرة. وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية ان النظام يستعد لإنهاء سيطرة فصائل المعارضة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة اللاذقية، وما تبقى من مرتفعات جبلية المطلة على جسر الشغور في ريف إدلب الشمالي، في سياق عملية استباقية رجحت أن تستهدف مناطق سيطرة المسلحين في ريف اللاذقية الشرقي وحماة الشمالي الغربي وريف إدلب الغربي.
ونقلت «سبوتنيك» عن مصدر ميداني: إن الجيش السوري أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من عدة محاور لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب.
وأوضح المصدر أنه منذ الهجوم الأخير للمسلحين على مواقع الجيش السوري على محور قرية نواره بريف اللاذقية، اتخذ قرار عسكري بالرد على هذه الهجوم من خلال إنهاء سيطرة المعارضة على هذه المنطقة التي تتصل جغرافيا بمنطقة جسر الشغور.
وبين أنه «تم استطلاع المنطقة بالتعاون مع الأصدقاء الروس وتحديد أهداف العملية العسكرية التي سيكون لها محورا تقدم، الأول ينطلق من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والآخر من مواقع الجيش السوري في منطقة جورين بأقصى الشمال الغربي لحماة خاصة أن المسلحين يسيطرون على عدد من القرى بسهل الغاب منها قسطون والزيارة والحويز وفورو والتي تعتبر مفتاح تقدم للجيش باتجاه جسر الشغور حيث من المتوقع أن يتركز العمل العسكري على فتح طريق حلب اللاذقية». وتابع المصدر بالقول: «إن هجوم الطائرات المسيرة المتكرر على قاعدة حميميم والتي تنطلق من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة سرع باتخاذ قرار العملية العسكرية لانتزاع المنطقة الممتدة من شمال غربي حماة مرورا بجسر الشغور وصولا إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي من سيطرة المسلحين».
وتقع محافظة ادلب تحت حماية تركيا التي نشرت فيها أكثر من 12 نقطة مراقبة ضمن اتفاقات خفض التصعيد التي توصلت اليها في استانا مع كل من الضامنين الآخرين ايران وروسيا. وينتظر أن تكون هذه المعركة اكثر تعقيدا من معركة الجنوب لاحتوائها على مئات آلاف النازحين، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، روسيا من ان الهجوم على ادلب سيلغي مضامين اتفاقات استانا.
وتزامنا مع هذه التهديدات، أبدى الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديموقراطي الكردية، ألدار خليل، استعدادا للمشاركة في أي عملية عسكرية على مناطق سيطرة المعارضة في إدلب.
وفي مقالة نشرها على قناة «روناهي» أمس، تحدث عن السيناريوهات التي تنتظر إدلب في الأيام المقبلة، بعد توجه الأنظار إليها عقب الانتهاء من ملف محافظة درعا.
وقال «لا نرى أننا بعيدون عن أن نكون طرفا أكثر تأثيرا في إدلب من خلال دعمنا لاجتثاث الإرهاب هناك والمساهمة في الحد من الدور التركي وإفشال مخططات أردوغان».
كما تأتي بعد التقارب في العلاقة بين «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والنظام السوري، وإعلان الأولى عن نيتها فتح مكاتب لها في دمشق واللاذقية وحمص.
ويعتبر «حزب الاتحاد الديمقراطي» (pyd) أحد الأحزاب المنضوية في «حركة المجتمع الديموقراطية» وهو الواجهة السياسية لـ«وحدات حماية الشعب» التي تسيطر على قسد وطردتها عملية مشتركة لتركيا والجيش الحر من عفرين ومنبج.
واعتبر خليل أن «التوتر القادم في إدلب سيكون عاملا مساعدا ومهما من أجل الحد من الدور التركي في سورية».
وتوقع «التصادم أو تطور الخلافات بين روسيا وتركيا، حيث لن تتخلى تركيا عن تلك الفصائل وهذا ما سيعرضها للمواجهة مع روسيا، أو ستكون تركيا أمام موقف عدم الالتزام بالعهود التي منحتها لروسيا في القضايا المتفق عليها».
وفي الجنوب السوري، فعل الجيش الإسرائيلي أحدث أنظمة الدفاع الجوي لديه لأول مرة على الحدود مع سورية أمس، حيث تتقدم قوات النظام المدعومة من روسيا على حساب المعارضة بينما أرسلت روسيا مبعوثين لإجراء محادثات وصفتها بأنها «عاجلة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي مؤشر على التوترات المتزايدة، أطلقت إسرائيل صاروخين من نظام مقلاع داود على صاروخين قال الجيش الإسرائيلي لاحقا إنهما سقطا داخل الأراضي السورية وأطلقا في إطار المعارك التي تدور فيها.
وهذه أول مرة تعلن فيها إسرائيل عن استخدام النظام الصاروخي متوسط المدى الذي صنع بالتعاون مع شركة ريثيون الأميركية في العمليات. وأدت الواقعة لانطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل وعلى هضبة الجولان مما دفع كثيرين من السكان للجوء إلى المخابئ.