دعت الأمم المتحدة إلى إجراء مفاوضات عاجلة لتجنب «حمام دم في صفوف المدنيين» في محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة، في تحذير يأتي عقب قصف شنته قوات النظام على المنطقة تمهيدا لهجوم مرتقب يروج له بدعم روسي وايراني. وصرح يان إيغلاند رئيس فريق مهمات الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة «لا يمكن السماح بامتداد الحرب إلى إدلب».
وقال إيغلاند إنه لايزال «يأمل» في ان تتمكن الجهود الديبلوماسية الجارية من منع عملية عسكرية برية كبيرة يمكن أن تجبر مئات الآلاف على الفرار.
وأضاف «الأمر سيئ الآن.. ويمكن أن يصبح أسوأ بمائة مرة».
ويبلغ عدد سكان إدلب نحو 2.5 مليون نسمة، نصفهم تقريبا من المهجرين الذين تم اجبارهم على الخروج بشكل جماعي من المناطق التي سيطر عليها النظام.
وأكد إيغلاند أن القيام بعملية عسكرية واسعة في إدلب سيتسبب في كابوس إنساني لأنه لم تعد توجد أي مناطق معارضة في سورية يمكن إجلاء الناس إليها.
وأضاف «لا أستطيع أن أرى عمليات إجلاء لمناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة»، موضحا أنه يتم وضع خطط طارئة للتعامل مع عدد من السيناريوهات.
وأوضح إيغلاند أنه خلال اجتماع فريق المهمات الإنسانية، ناقش السفراء خيارات لزيادة المساعدات في حال حدثت عمليات نزوح إضافية كبيرة، مشيرا الى أنه «من الصعب إطعام المزيد من الأفواه ولا توجد مآوٍ إضافية».
وأكد المسؤول الأممي أن ضمان إبقاء تركيا حدودها مفتوحة لمن يمكن أن يفروا من وجه هجوم دمشق سيشكل أولوية. وقال «السيناريو الذي نريد تجنبه بأي ثمن هو اندلاع حرب كبيرة في مناطق المدنيين».
وأضاف أنه «مسرور» لسماع الديبلوماسيين من حلفاء الأسد، روسيا وإيران، إضافة إلى تركيا التي تدعم المعارضة، يقولون إنهم ملتزمون بتجنب عملية هجومية واسعة.
لكن النظام حث السكان في إدلب على العودة الى كنفه وأبلغهم بأن «الحرب اقتربت من نهايتها» في منشورات أسقطها في المنطقة.
وجاء في المنشورات التي أسقطت في مناطق ريفية قرب مدينة إدلب «تعاونكم يخلصكم من تحكم المسلحين الإرهابيين بكم ويحافظ على حياتكم وحياة أسركم».
وأضاف المنشور الذي يحمل اسم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة «ندعوكم للانضمام إلى المصالحة المحلية (الاتفاقيات) كما فعل الكثيرون من أهلنا في سورية».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات حكومية إضافية تصل تمهيدا للهجوم المحتمل في منطقة تقع جنوب غربي مدينة إدلب وتتداخل مع محافظتي اللاذقية وحماة. واستهدف القصف بالمدفعية والصواريخ مناطق حول بلدة جسر الشغور الرئيسية في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة، وفقا للمرصد.
وذكر المرصد «أن القصف يأتي تحضيرا لعمل عسكري قد تنفذه قوات النظام» مشيرا الى عدم تحقق تقدم بعد.
وأوضح «ان القصف ترافق مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية تتضمن عتادا وجنودا وآليات وذخيرة منذ يوم الثلاثاء». وستتوزع التعزيزات على ثلاث جبهات في محافظة اللاذقية المجاورة لجسر الشغور غربا، وفي سهل الغاب الذي يقع إلى الجنوب من إدلب بالإضافة الى مناطق تقع جنوب شرق المحافظة والتي يسيطر عليها النظام. كما أوردت جريدة الوطن المقربة من السلطات أمس «دك الجيش بصليات كثيفة من نيران مدفعية الثقيلة تجمعات لتنظيم ـ جبهة النصرة ـ الإرهابي والميليشيات المتحالفة معها» في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب الغربي. ومنذ اندلاع النزاع، يكرر النظام رغبته في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية وتمكنت القوات النظامية بمساعدة حليفتها روسيا من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في البلاد عبر عمليات عسكرية او اثر ابرام اتفاقات «مصالحة».
وخوفا من إبرام اتفاقات مصالحة مع النظام، أعلنت فصائل معارضة السورية اعتقال العشرات في شمال غرب سورية قالت إنهم «من دعاة المصالحة» للاشتباه في تعاملهم مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وأعلن المرصد أن الاعتقالات التي جرت طالت نحو مائة شخص خلال هذا الأسبوع.