مع ارتفاع وتيرة الحديث عن معركة يحشد لها النظام على محافظة ادلب، رفعت المنظمات الدولية منسوب تحذيراتها من مصير نحو 2.5 مليون من المدنيين. ومن بين هؤلاء، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من خطر التهديد العسكري الذي يحيق بنحو 350 ألف طفل محاصرين في إدلب.
وقالت المنظمة في بيان لها عبر موقعها الرسمي أمس، إن 350 ألف طفل لا يجدون مكانا يذهبون إليه إذا اندلعت الحرب في محافظة إدلب، التي تحولت الى ملجا أخير لجميع المهجرين من المناطق التي سيطر عليها النظام بدعم روسي مؤخرا.
المناشدات جاءت عبر تحذيرات إلى أطراف الصراع في المنطقة، لإعطاء الأولوية للأطفال وتقديم الاحتياجات الخاصة لهم، في ظل التهديدات العسكرية التي تواجه المحافظة.
ووجهت المنظمة في بيانها مناشدة «من أجل أطفال سورية في كل مكان، وإعطاء الأولوية للأطفال واحتياجاتهم، ووضع الأطفال -ولو لمرة- فوق كل المكاسب والأجندات السياسية والعسكرية والاستراتيجية»، بحسب تعبيرها.
اليونيسف سلطت الضوء كذلك على الأوضاع المأساوية التي يعيشها حوالي مليون طفل ضمن ظروف الخوف والجوع ونقص المواد الإغاثية والطبية، وفي مخيمات مزدحمة، وأكدت أن العنف المتصاعد سيؤدي إلى عواقب كارثية في أكبر تجمع للنازحين في سورية، وفقا لتعبيرها.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط، خيرت كابالاري، «أخبر الأطفال في سورية بأن ما يعيشونه فاق اي تحمل (…) لا يمكن ويجب ألا يتحمل أطفال سورية موجة أخرى من العنف، أو معركة شرسة أخرى، وقطعا ليس المزيد من القتل».
وأضاف، «إننا نحث أولئك الذين يقاتلون، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم، وكذلك الذين يشاركون في العملية السياسية، على وضع الأطفال في الأولوية وفوق كل اعتبار».
لكن هذه المناشدات لا تجد لها اذنا في الحسابات السياسية على ما يبدو،
حيث استأنف النظام القصف الجوي والمدفعي لمنطقة «خفض التصعيد» شمالي سورية، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مباحثات أستانا العام الماضي.
وقالت وكالة «الأناضول» ان القصف استهدف بلدات ناجية والزوانية وبداما وسكيك والتمانعة ومدينتي جسر الشغور وخان شيخون، جنوبي وغربي محافظة إدلب.
كما استهدف القصف بلدتي اللطامنة ولطمين بريف محافظة حماة، وجبل التركمان بريف محافظة اللاذقية.
كما قالت مصادر في الدفاع المدني لـ «الأناضول» ان النظام استخدم البراميل المتفجرة وقنابل الفسفور المحرمة دوليا في القصف على البلدات والمدن المذكورة. وأشارت المصادر إلى أن القصف تركز على خطوط الجبهة، دون سقوط قتلى أو جرحى. ولفتت قناة «أورينت» إلى أن الحصيلة الأولية للقصف وصلت إلى 30 برميل متفجر و12 غارة جوية و14 لغما بحريا وحاوية متفجرة، مشيرا إلى أن القصف تزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في الأجواء إضافة إلى إقلاع ثلاث مروحيات من مدرسة المجنزرات.
وتزامن ذلك مع استهداف النظام والميليشيات الموالية له مدينة كفرزيتا بريف حماة بالبراميل المتفجرة أيضا، دون ورود أنباء عن إصابات.
وقالت شبكة «شام» ان ثلاث طائرات مروحية تابعة للنظام وصلت إلى مدرسة المجنزرات بريف حماة الشرقي قادمة من ريف دمشق، سرعان ما بدأت بطلعات جوية في أجواء بلدات ريف إدلب الجنوبي وإلقاء براميل متفجرة بشكل عنيف على المنطقة.
ونقلت عن نشطاء من إدلب، أن عودة الطيران للأجواء هي محاولة من النظام وروسيا لخلط الأوراق من جديد في المنطقة، ومحاولة الضغط للحصول على مكاسب سياسية إضافية،