- اتصالات تركية مع روسيا لمنع التصعيد.. «الجبهة الوطنية» تعلن جاهزيتها للمعركة
تعرضت منطقة «خفض التصعيد» في الشمال السوري وآخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لموجة من القصف والغارات هي الاعنف منذ شهور وسط معلومات عن اتصالات تجريها تركيا مع روسيا شريكتها في ضمانة اتفاقات استانا لتجنيب محافظة ادلب وما حولها «كارثة انسانية» قد تطول نحو 3 ملايين مدني.
واتهمت صفحات معارضة وناشطون طائرات تابعة للنظام واخرى روسية بتنفيذ عشرات الضربات الجوية على المنطقة الجنوبية من المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الغارات لطائرات هيليكوبتر وطائرات حربية أصابت مناطق بشمال محافظة حماة وجنوب محافظة إدلب مما أدى لمقتل نحو 30 شخصا على الأقل كما أصابت مناطق بغرب محافظة حلب.
وقالت شبكة «شام» ان حصيلة الضحايا في «مجزرة الطيران الحربي الروسي في بلدة أورم الكبرى غرب حلب ارتفعت إلى 26 شهيدا، بعد تمكن عناصر الدفاع المدني من انتشال 11 شهيدا من تحت الأنقاض» أمس.
ونقلت عن مصادر محلية أن الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الروسية بشكل متتابع على ذات الموقع المستهدف سببت دمارا كبيرا في البنى السكنية، وخلفت مجزرة كبيرة، بينهم عائلة كاملة من ريف حماة نازحة إلى المنطقة مكونة من «أب وأم وخمسة أطفال» وعدد آخر من المدنيين.
وفي ظل هذا التصعيد، قالت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث تطورات الوضع في سورية، لاسيما ما يتعلق بالتطورات في إدلب، في اتصال هاتفي أمس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تناول أيضا العلاقات بين البلدين.
ووفق مصادر لشبكة «شام» فإن مسؤولين أتراكا وبعد تقارير سريعة وصلتهم من النقاط التركية المتمركزة في ريف إدلب عن حملة التصعيد التي تعرضت لها أرياف إدلب وحماة أمس الأول من قبل طيران النظام وروسيا، تواصلوا مع مسؤولين روس لوقف القصف والالتزام بتطبيق اتفاق خفض التصعيد، وأن الرد الروسي جاء بالإيجاب.
وجاء التصعيد الجوي بشكل مفاجئ، بالتزامن مع الحديث عن نية قوات النظام والميليشيات المساندة لها بدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
ونقل موقع «عنب بلدي» في ريف حماة عن قيادي في «الجيش الحر» أن القصف جاء ردا على الحملة الأمنية التي بدأتها «هيئة تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية للتحرير» في الأيام الماضية، والتي اعتقلت فيها العشرات من الشخصيات المرتبطة بالنظام السوري.
وأوضح القيادي بحسب الموقع، أن ترتيبات كان يجهز لها لخروج مظاهرات مؤيدة للنظام السوري في الأيام المقبلة في منطقة شرق التمانعة، وعلى إثرها ستتقدم قوات النظام.
لكن العملية الأمنية لـ «الجبهة الوطنية» و«تحرير الشام» قطعت الطريق على هذه الخطة، واعتقلت رؤوس المصالحات من بينهم ابن أخ أحمد الدرويش المعروف بعلاقته القوية مع النظام السوري. وهذا ما أكده قائد عسكري معارض لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، حيث اشار الى أن الغارات الأخيرة جاءت بسبب«حملة الاعتقالات ضد مروجي المصالحات التابعين للنظام في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في محافظة ادلب وريف حماة».
ويبدو أن مساعي التهدئة نجحت ولو الى حين، حيث كشف قائد ميداني يقاتل الى جانب قوات النظام أن معركة ادلب تأجلت حتى الشهر المقبل. لكن القائد أكد أن النظام يواصل «ارسال تعزيزات عسكرية الى محافظتي حماة وادلب، وأول تلك التعزيزات توجهت أمس الى معسكر جورين في اقصى الشمال الغربي من محافظة حماة وقرب مدينة جسر الشغور في ريف ادلب الغربي».
وتابع أن تعزيزات عسكرية أخرى لقوات النظام «وصلت الى مواقع للقوات الحكومية شرق مدينة حماة استعدادا لمعركة ريفي حماة وادلب، والتي من المنتظر ان تنطلق مطلع شهر سبتمبر القادم».
من جانبه، قال قائد عسكري في جيش العزة التابع للجيش السوري الحر إن فصائل المعارضة المشاركة في الجبهة الوطنية للتحرير تستعد لمعارك محافظة ادلب وريفي حماة الغربي والشرقي، وأن عدد مقاتلي الفصائل أكثر من مائة ألف مقاتل بقيادة فضل الله الحجي على جبهات ريف حلب الجنوبي وجبهات ادلب وريفي حماة الشرقي والغربي وريف اللاذقية.
وقد كشف مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية عن أن تركيا أبلغت فصائل المعارضة شمال السورية الاستعداد للمعركة «استعدوا للمعركة ونحن نتدخل في الوقت المناسب».
وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) «لن تترك تركيا فصائل المعارضة كما حصل في غوطة دمشق ودرعا، بل سوف يكون لها وجود قوي في شمال سورية من خلال الفصائل المرتبطة بها، وتقوم تركيا حاليا بتقديم خدمات من مستشفيات ومعاهد وجامعات واتصالات في مناطق ادلب وريف حلب الشمالي وحماة، لذلك لن تترك الفصائل وحدها بمواجهة قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي».
وأشار إلى هناك تعزيزات عسكرية تركية لنقاط المراقبة في ارياف حماة وحلب بشكل يومي، موضحا:«هناك توافقات تركية ـ روسية ولكن تركيا لن تتخلى عن الفصائل ما دام النظام غير قادر حاليا على استعادة مناطق الشمال السوري، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي الهدف الاساسي للجيش التركي وفصائل المعارضة في الشمال».